آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد أحمد الحساني
عن الكاتب :
كاتب صحفي في جريدة عكاظ

ليس دفاعاً عن نزاهة.. ولكن!

 
محمد أحمد الحساني ..

تراجع ترتيب المملكة في مؤشر «الشفافية» خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان المؤمل أن يتحسن ترتيبها في المؤشر بعد إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» وأصبحت «نزاهة» نفسها في مرمى سِهام النقد الحاد الذي يأتيها من كل حدب وصوب حتى أصبح المسؤولون فيها يسمعون ليل نهار ما يسوؤهم من كلمات ناقدة وربما جارحة بل وصل الأمر إلى قبة مجلس الشورى، لتجد «نزاهة» نفسها في موقع الدفاع والتبرير فأين يكمن الخلل؟ ولماذا لم تحقق هذه الهيئة الوطنية ما كان معقوداً عليها من آمال وطموحات للحد من ضخامة حجم الفساد سعياً للقضاء عليه أو جعله في أدنى حدوده المتعارف عليها دولياً؟

إن أيَّ إنسان عاقل منصف محايد لابد أن يقف متسائلاً عن الظروف والأسباب القوية التي جعلت «نزاهة» عاجزة عن تحقيق أي منجز ملموس منذ إنشائها قبل نحو ست سنوات حتى الآن؟، فهل هناك أسباب أقوى من «نزاهة» حالت بينها وبين أداء ما كُلّفت به من واجب وطني لمكافحة الفساد بجميع أنواعه الإدارية والمالية والفنية؟، وهل ينطبق عليها البيت العربي الشهير:

في فمي ماء وهل ** ينطق من في فيه ماء؟ّ!

إنني أقرأ بين الفينة والأخرى تصريحات لمسؤولين في «نزاهة» وخلاصات لتقاريرها السنوية فأجد فيها أنها تشكو من قلة حيلتها وهوانها على الجهات الحكومية التي لا ترد على استفساراتها في الوقت المناسب ولا تزودها بالمعلومات المطلوبة وتتجاهل ما وصلها من أسئلة وتبتسر بعد تأخير إجاباتها فلا تطابق ما وصلها من أسئلة وما طُلب منها من معلومات موثقة، وقد بدأت «نزاهة» ترفع عقيرتها بالشكوى مما تعاني منه من إهمال وعدم تجاوب من قبل العديد من الجهات الحكومية وكأنها لا تريد لنزاهة أن تنجح في محاربة الفساد! فلماذا لم تجد من ينصفها ويلزم تلك الجهات بالرد على استفساراتها ولماذا تطالب بعد ذلك بإنجازات في مجال مكافحة الفساد ورفع درجة الشفافية إذا كان ما قدمته من ملفات مكتملة من الفساد لم تجد من يبتُّ فيها لعدة سنوات أو أنها لا تشرك في بعض الأحيان في التحقيقات النهائية كما حصل بالنسبة لما حصل لملف تقديرات العقارات في مكة المكرمة التي صاحبها لغط كبير ثم لم يعد أحد يسمع عنه كأنه لم يكن! وكيف تُلام نزاهة بعد ذلك وقد أُلقيت في اليم مكتوفة ليُقال لها بعد ذلك ما قيل لمن قبلها:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له

إياك.. إياك أن تبتل بالماء

وأخيراً فقبل أن تلوموا «نزاهة»: أعينوها بقوة أو دعوها تغط في نومها مادام أن وجودها أصبح مثل عدمها لأسباب قد تكون خارجة عن إرادتها للأسف الشديد!!

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2017/02/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد