آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

#الرياض تغتال الكفاءات.. الشهيد #أمين_آل_هاني


علي آل غراش ..

صدمت المنطقة الشرقية عند وداع شهر رمضان المبارك في يوم السبت 24 مايو بوقوع جريمة مروعة ومفجعة، حاول الجميع التشكيك فيها وعدم التصديق لهول الجريمة والحدث، فلا يمكن تصور استخدام تلك الطريقة البشعة في الاغتيال والتصفية (لشخصية علمية واجتماعية مرموقة عاشقة للحياة والإعمار ومحبة للعلم والسلام) على أيدي قتلة من المفترض مهمتهم هي حماية الناس، وليس إطلاق النار الحكومي الرسمي بكثافة على سيارة في وسط حي سكني وجعل السيارة تحترق وترك من فيها لدرجة التفحم ورفض تدخل أي شخص أو جهة رسمية كالدفاع المدني لإخماد النار!!.

 ولا يمكن توقع أن تحدث الجريمة المأساوية ضد شخص هو قامة في العمل الإجتماعي والتربوي وشخصية قيادية وكفاءة علمية وقدوة في المحبة والسلام الاجتماعي ك الأستاذ الشهيد #آمين_آل_هاني!!.

 ولا يمكن تبرير موقف الشخصيات والوجهاء وكذلك المواقع الإعلامية في المنطقة والبلاد والخارج من صمتها وعدم الاهتمام بالقضية واستنكار العملية الإجرامية البشعة من قبل الجهات الحكومية العسكرية، وتحميل السلطة المسؤولية، والمطالبة بكشف الحقيقة ومحاسبة الجهة القاتلة المجرمة!!.

 

جريمة رسمية مروعة

إنها جريمة مروعة صادمة خانقة، موقف الذهول والترقب لمعرفة الحقيقة هو المسيطر..، العيون تحترق من الدموع المحبوسة، والقلوب تعتصر من شدة الحزن والألم، والحناجر تضيق لعدم القدرة على الصراخ..، والكل يردد إن شاء الله غير صحيح ما حدث... من هول الجريمة.

 لقد قتلت فرحة أيام وداع شهر رمضان المبارك، واغتيلت البهجة بأيام عيد الفطر، والتي أصبحت من أصعب الأيام التي مرت على أهل الشهيد آل هاني ومحبيه وأبناء مدينته #صفوى ومحافظته #القطيف ومنطقته الشرقية، والأحرار والشرفاء في كل مكان، بسبب الجريمة الوحشية وعدم إبلاغ عائلة الشهيد عن هوية صاحب الجثة المتفحمة لمدة 5 أيام.

في يوم 28 مايو تم تسليم الجثة المتفحمة الشهيد #أمين_آل_هاني لأهله لدفنها بعد التعرف عليها عبر الفحص  DNA ، دون إصدار بيان رسمي حول الجهة القاتلة ( وهي القوات العسكرية الرسمية حسب الأدلة الموثقة بمقاطع الفيديو) ودون ظهور أصوات من قبل الشخصيات التي كانت تتسابق لتأييد بيانات وروايات الداخلية عند حدوث أي اعتداء على أفرادها مع عدم تقديم دليل ضد من يتم اتهامهم بالاعتداء، وقد قامت السلطة مستغلة التأييد باعتقال بعض المتهمين وتصفية وقتل البعض ظلما، ثم ظهرت الأدلة التي ثبتت الحقيقة وزيف الروايات الرسمية!!.

 

عملية اغتيال مفجعة ومؤلمة

لقد قتل الناشط الاجتماعي والقائد التربوي وصديق القرآن الأستاذ الشهيد #أمين_آل_هاني، بطريقة مؤلمة ومؤثرة جدا، حيث تم استهداف سيارته قبل نقطة تفتيش الناصرة في #القطيف بنحو 200  متر تقريبا بوابل من رصاص القوات الحكومية المسلحة، حيث أصيبت سيارته بأكثر من 40 رصاصة، أدت لاشتعال السيارة مباشرة، واحتراق وتفحم جثته واستشهاده.

لماذا لم يتمكن الناشط آل هاني صاحب العقلية المتميزة والكفاءة الفذة والشخصية القيادية المبدعة من إنقاذ نفسه عند اشتعال سيارته بسبب الرصاص بالنزول من السيارة؟ .

حتما إنه لم يتمكن من ذلك من كثافة الرصاص القاتل، أو لأنه قد أصيب مباشرة برصاصة لم تمكنه من الحركة والنزول، وظل ينزف وجسمه يحترق .. ويحترق .. لدرجة التفحم ...؛ يا الله يا رحمن يا رحيم ما أبشع الجريمة المأسوية عملية الاغتيال لطاقة علمية وعملية وإجتماعية متفوقة محبة للجميع. هل هكذا يتم تقدير الكفاءات المتميزة الواعية؟ .

 لماذا الاستهداف وقتل شخصية اجتماعية محبة للعلم والإعمار والسلام والأمن والأمان والتفوق والتميز والإبداع، شخصية محبوبة لدى الجميع؟.

 

استهتار بالأرواح وتشويه للسمعة!

الشهيد المغدور المقتول بالرصاص الرسمي الحكومي #أمين_آل_هاني ليس الأول حيث سقط العديد من الشهداء والجرحى الأبرياء الأعزاء على أيدي القتلة من أفراد القوات المسلحة الحكومية نتيجة استهتار تلك القوات بإطلاق النار ضد أي يشخص يتم الاشتباه به. بسبب توجيهات واستهتار المسؤولين الذين ينبغي محاسبتهم، فهم قتلة ومنهم أمير المنطقة الشرقية فهو المسؤول الأول عن التصعيد والقتل والاستهتار بالأرواح وسفك دماء الأبرياء في المنطقة. كما أن كل من روج للروايات الحكومية الكاذبة وأيدها ودعمها ضد أي شخص مظلوم فهو شريك في جرائم القتل.

والأكثر ألما وحزنا من القتل هو تشويه سمعة المقتول حيث تقوم الجهات الرسمية بنشر روايات كاذبة ومزيفة وخلق ذرائع، بوصف المقتول بالمطلوب والإرهابي فجأة بعد مقتله، وهو بالأمس كان يراجع الدوائر الحكومية ويمر بشكل يومي على نقاط التفتيش العسكرية.

قتل الشهيد #أمين_آل_هاني بأيدي جهات حكومية رسمية شكل صدمة كبيرة ومصيبة عظيمة ومروعة، وهي عملية تؤكد على استهتار السلطة بالأرواح، وأنها غير جديرة بالبقاء، وحتما دماء الأبرياء الشهداء سيكون لها تداعيات كبيرة!!.

 

السكوت عن الجريمة جريمة أعظم

سكوت المجتمع عن تجاوزات القوات المسلحة الرسمية واستهتارها بالأرواح عبر إطلاق النار والقيام بعمليات الاغتيال باستخدام أسلحة حربية في الشوارع العامة وبين المدنيين وقتل أبرياء لمجرد اشتباه أو مزاج أو اجتهاد ... هو أمر خطير جدا.

كما أن سكوت بعض علماء ووجهاء المنطقة والوقوف دائما بجانب السلطة وتصديق الروايات التي تنشرها لتبرير عملياتها الدموية الإجرامية ضد أبرياء مثل  #الشهيد_الشيخ_النمر، وبقية الشهداء، هي التي أدت إلى تفاقم حجم هذا الاستهتار ووقوع الجرائم الرسمية المفزعة ضد الأبرياء، وهذا يعني استمرار مسلسل القتل الرسمي. من هو الضحية القادمة والشهيد التالي؟.

 

التضامن مع الأبرياء لمحاسبة القتلة
 
على أفراد المجتمع التضامن مع أهل وعائلة الأستاذ المربي الأستاذ الشهيد #أمين_آل_هاني فالمصاب جلل وهو مصاب الجميع، والمطالبة بمحاسبة ومحاكمة القتلة المجرمين ليس ذلك حق فقط لعائلته بل هو حق لجميع أفراد المجتمع بل حق إنساني وديني لتحقيق العدالة، وحق وطني لأن من قاموا بالعملية الإجرامية كان من الواجب أن يكون دورهم المحافظة على أرواح المواطنين وحماية الوطن والممتلكات وليس العكس.

ساعد الله أهل الشهيد أمين آل هاني ومحبيه، والرحمة على روح الشهداء الأبطال الذين قتلوا ظلما، والفرج العاجل لكافة معتقلي الرأي.

نتمنى كل الأحرار والشرفاء في كل مكان التحرك للمطالبة بتحقيق العدالة ممن ارتكبوا جريمة قتل الشهيد آل هاني، فهناك جريمة واضحة، لا ينبغي السكوت عنها فدماء الشهيد في رقبة الجميع.

 ونسأل الله تعالى أن تسود العدالة والحرية والتعددية ويعم الأمن والسلام في بلادنا وفي كل مكان من العالم، بلا استبداد ولا فساد ولاقمع ولا حصار ولا قتل.

أضيف بتاريخ :2017/06/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد