آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

العدوان على #العوامية يفضح دموية السلطة

 

علي آل غراش

نؤكد على رفض الاعتداء والعدوان والدمار والقتل من أي جهة كانت، ورفض الاستبداد والفساد؛ ومن علامات دولة الفساد غياب القانون والمؤسسات وفصل السلطات والعدالة والحرية والتعددية حسب دستور يمثل إرادة الأمة، وفي دولة الفساد لا صوت يعلو فوق صوت العائلة الحاكمة التي تسيطر على كافة السلطات وتعتبر البلاد ملكية خاصة لها والشعب مجرد قطيع من العبيد والخدم، وأن لها الفضل على الجميع بوجود الدولة، لدرجة قيامها بتسمية البلاد باسمها وهذه قمة الغطرسة والاستبداد، دون احترام الشعب واحترام الحضارات السابقة التي حكمت واستمرت لمئات السنين ولها آثار عظيمة لغاية اليوم!.

 

الطغاة وشن العدوان

 

للأسف السلطات تحكم بنفس عقلية الطغاة المتغطرسين في التاريخ، وهذا يؤكد أن الطغاة والمستبدين لا يستفيدون من تجارب من سبقهم من أنظمة ظالمة قد سحقت تحت أقدام الأحرار والشرفاء، وأنها تكرر نفس الأخطاء، وعدم تفهم حقوق الشعوب.

 

والسلطة المغرورة المتغطرسة أعمالها سيئة وأسوأ ما فيها عندما تتكلم باسم الدين، بينما الدين والعقل بريئان من أعمالها وجرائمها التي تخالف صميم الدين، كسلطات الرياض التي تقوم بحروب مباشرة كالحرب العبثية الدموية والمدمرة ضد الشعب اليمني الشقيق، وبحرب داخلية شاملة ضد مواطنين في مدينة #العوامية عدد سكانها أكثر من 30 ألف، وتستخدم المدافع والدبابات والقاذفات والطائرات، وتطلق النار والرصاص بأنواعه بشكل عشوائي على الحجر والشجر والبشر، فتحرق البيوت، ويسقط شهداء وجرحى أبرياء وأطفال ونساء وشيوخ، وتهجر السكان من بيوتهم، وتقوم باستغلال الظروف الحربية بتشجيع الأهالي لبيع عقاراتهم - بيوت ومزارع - في المدينة وتشتريها، .. وكل هذا بحجة القبض على أشخاص مطلوبين للجهات الأمنية عددهم أقل من أصابع اليدين، تريد القبض عليهم بسبب مطالبتهم بالإصلاح والمشاركة في المظاهرات، ورفض الإعدامات لرموز لم يعتدوا على أحد كـ #الشهيد_الشيخ_النمر وبقية الشهداء ظلما وجورا، مما أدى إلى غضب شعبي عارم ووقوع ردود فعل رافضة.

 

شيطنة العوامية بتهمة الإرهاب

 

لماذا سلطة الرياض وصفت المطلوبين (بسبب الحراك والمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات) في العوامية بالإرهابيين؟.

كان بإمكانها أي الرياض وصفهم بغير ذلك أو بالمجرمين أسوة بالمجرمين في المناطق الأخرى الذين يعتدون على العسكريين حيث نشرت الصحف الرسمية ومنها الحياة 22/12/2014 إحصائية حول ذلك فذكرت أن "منطقة الرياض شهدت الأعلى بواقع 396 قضية اعتداء ثم حائل بـ 161 قضية، بعدها جدة بـ 152 قضية" . ويوجد مقاطع موثقة عن الاعتداءات على الشرطة كالتي وقعت على كورنيش جده 11 مارس 2017.

 

وفي 24/5/2016 أكد المتحدث الأمني للداخلية اللواء منصور التركي حول الجريمة في المملكة "أن منطقة الرياض هي الأعلى بمعدل 206 جريمة، تليها الجوف بمعدل 203 جريمة، ثم المدينة المنورة 202 ".

 

إنها جرائم سرقات واعتداءات على أشخاص وأعراض وغيرها، وهذه المدن هي الأعلى ورغم ذلك لم يتم وصف المجرمين المعتدين بالإرهابيين!. بينما مدن الشرقية ومنها القطيف التي شهدت معدلات متدنية جدا لا تذكر، يتم تضخيمها إعلاميا لشيطنة القطيف والعوامية بالخصوص، والتجييش والتحريض الطائفي البغيض، ويتم زج أسماء مطلوبين بسبب الحراك السياسي مع مجرمين لتشويه سمعتهم، ويتم الضغط على وجهاء المنطقة لتأييد رواياتها الرسمية وبوصف المطلوبين بالإرهابيين دون أن تقدم السلطة أي دليل على وجود إرهاب!.

 

السلطة وغياب الأدلة على الإرهاب

 

السلطة مطالبة بتقديم أي دليل ضد أي شخص مطلوب قبل أن تصفه بالإرهابي كي يقف كافة الشعب ضده، فالاعتداء والإجرام مرفوض.

 

ولماذا السلطة رغم إمكانياتها عجزت لغاية اليوم عن تقديم أي دليل على من تم إعدامهم ومن تم وصفهم بالإرهابيين؟.

 

لماذا السلطة لا تصف المعتدين على المدنيين كقتل وحرق عضو الهيئة في القصيم في تموز 2017 أو على أفراد المؤسسة العسكرية وغيرهم بالمطلوبين والإرهابيين رغم وجود أدلة مقاطع الفيديو ضدهم، بينما تلصق أي جريمة في المنطقة الشرقية رغم عدم وجود أي دليل ضد أشخاص في العوامية وتصفهم بالإرهابيين؟!.

 

ينبغي على من يتسابق لتأييد روايات السلطة أن يطالبها بتقديم ونشر الأدلة ضد أي معتدي مجرم، كي لا يصبح المؤيد شريكا في قتل أبرياء.

 

جريمة إنسانية وانتقام من الحراك

 

ما يقع على العوامية حاليا من جريمة إنسانية بشعة قتل وتهجير للناس وتدمير للمباني، ليس لأجل الإرهاب والقبض على المطلوبين لأنه لا يوجد إرهاب في الأصل بل حراك ورفض لسياسة السلطة، وبالتالي أن ما تقوم به السلطة هو لأجل الانتقام من #الشهيد_الشيخ_النمر ومن تضامن معه ومن بلدته ومحو فكره، وفرض مشروعها الجديد - أي السلطة - على المنطقة والبلاد أكثر استبدادا وبطشا ودموية.

 

ولكن الذي يحدث هو العكس تماما فالواقع يؤكد أنه مع إعدام الشهيد الشيخ النمر والشباب الشهداء، قد بدأت مرحلة جديدة بروح عالية وإرادة جديدة، ومع سقوط المزيد من الشهداء والجرحى يتكرس فكر الشيخ النمر وينمو ويتسع أكثر وأكثر.

 

وهذا سر من أسرار الشهداء ليبقوا أحياء، حيث تكفل الله - سبحانه وتعالى - العادل القوي القاهر بالانتقام من القتلة.

أضيف بتاريخ :2017/08/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد