آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

خطيئة الدكتوراة!!


طلال القشقري

لغرض المناقشة، وفقط لغرض المناقشة، لو تقبّلْتُ بطالة حملة الشهادات دون الجامعية مثل الثانوية أو الدبلوم، أو حتى حملة الشهادات الجامعية، فكيف أتقبّل بطالة حملة أعلى الشهادات، أي الدكتوراه، من السعوديين والسعوديات الذين تتكاثر أعدادهم عاماً بعد عام؟!.

المفارقة هي أنّ حملة الدكتوراه العاطلين يصبح لقبهم أستاذ «قاعِد» بينما يُفترض أن يكون أستاذ «مُساعِد»؛ سَجَعٌ جميلٌ وقبيحٌ في نفس الوقت!.

وهم بسبب البطالة يقعدون في البيت كَسِتّات البيوت، أو في الشارع كالقطط التي لا مأوى لها، أو في الهواء كالسُحب غير المُمطِرة في الأرض المُجدِبة، سيّان، المهم أنّهم قاعدون عن العمل، عن الإنتاج، عن البحث العلمي، عن مساعدة أنفسهم وغيرهم، عن خدمة الوطن، عن بهجة الحياة، عن الحياة نفسها!.

وهذا يُنبئ عن سوء تخطيط، بل عن انعدام التخطيط، إذ كيف يُسمح للطالب بمتابعة دراسته العُليا، وتتكبّد الدولة مصاريفها، وهو معلوم أنّه حال حصوله على الدكتوراه ستكون نسبة تعطّله واردة وكبيرة!.

أنا أحيانًا أرتاب أنّ سماحنا هذا هو من باب الرياء ليُقال إنّ لدينا برامج دراسات عُليا، لكن بلا هدف سامي، بلا إستراتيجية سليمة، بلا رؤية واضحة!.

والطامّة هي أنّ جامعاتنا وشركاتنا الكُبرى، حيث المثوى الطبيعي لدكاترتنا مُتخمة بالدكاترة الوافدين في التخصّصين الأدبي والعلمي، وهو شيء جيد أن تتنوّع مصادر التعليم العالي لدينا لكن بشرط ألّا يطغى، كما أنّ بعض شهادات هؤلاء إمّا مضروبة، وإمّا من مصادر غير جديرة، وأنّ بعضهم الآخر لهم سوابق غير قانونية في بلادهم، والسحّ الدّح أمبو!.

أعتقد أنّ علينا وبسرعة المكوك الفضائي حلّ مشكلة البطالة للجميع، بمن فيهم دكاترتنا، فالدكتوراه ليست خطيئة ليُجازَى حاملُها هكذا، بل فضيلة، وهل البطالة مصيرٌ عادلٌ للفُضلاء؟! ادرسوا السؤال وهاتوا الشافي والكافي من الجواب!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/08/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد