آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي الدربولي
عن الكاتب :
كاتب سوري

المعارضة السورية في الخارج: متى تكون صادقة في مخاطبة الشعب السوري؟!


علي الدربولي

ونحن في خضم (بحر) جنيف (8)، وطبقا للمعطيات الميدانية في سورية، والراجحة كفتها لصالح الحكومة السورية وحلفائها، وداعميهم الروس، لا بد للمعارضة الخارجية التي صنفت على أنها (منصة الرياض) والتي عصف بها خريف أوهامها فتساقطت أوراقها قبل أن تثمر، سيما ولقد راحت مصالح الدول الأجنبية والعربية من أعداء سورية، تهزها بعنف، فيسقط من يسقط منها، ويبقى الأكثر ولاء للأجنبي، والأكثر تحقيقا للمنافع المتبادلة. كل ذلك على أمل استحواذها على السلطة، وبالتالي تسليم مقاليد ثروة باطن الأرض وظاهرها السورية، إلى ذلك الأجنبي، مهما كان ظالما، فقط يكفيها من عدالته المتوهمة، هو عمله على تسليم تلك المعارضة السلطة، أو إشراكها بفاعلية راجحة فيها، وليذهب غير ذلك من فكر وقيم  وحقوق وأراض مغتصبة إلى الجحيم؟!

لماذا نقول ذلك؟

نقول ما قلناه، لأن  هذه المعارضة لم تستبق انعقاد اجتماعات جنيف برعاية الأمم المتحدة بإصدار بيان يعبر عن موقفها السياسي بخصوص واقع سورية ومستقبلها،  وذلك على مستويين:
– وحدة الأرض ووحدة الشعب
– تحديد هوية أعداء سورية الحقيقيين، والذين تمثلهم (إسرائيل) لا غيرها، من حيث هي دولة عدوان مستمر على الحقوق العربية عموما، وعلى الحقوق العربية الفلسطينية منها خصوصا؟

نقول ما قلناه، لأنه لا يكفي لمعارضة تريد أن تحكم دولة كسورية، أو تشارك على الأقل في حكمها، أن تضع شروطا مشبوهة للحوار مع الحكومة، بدل أن تضعها وطنية، على المجتمع الدولي،  وجعل تنحية الرئيس الأسد في مقدمة تلك الشروط غير الوطنية، والمفضية عند زعمها إلى اجنراح الحل السياسي …هكذا بكل بساطة؟! سيما وقد  تحولت سورية الآن إلى بيضة قبان الحرب والسلم العالميين، بحكم  واقع الحرب عليها، وبوجود القوتيين العظميين أميركا وروسيا ، وبكل امتداداتهما العالمية، فوق الأرض السورية.

*الحكومة السورية تعلن باستمرار ،مؤكدة، على استعدادها للحوار طالما تتجه بوصلة هذه المعارضة نحو الهدف الوطني الأسمى الذي لا يساوم على وحدة الأرض والشعب، وبنفس الوقت وحدة العدو برغم تعدد مسمياته من تنظيمات إرهابية إسلامية وغيرها، ومن دول أجنبية أو عربية، يثبت يوما بعد يوم، أنها تعمل على إطالة أمد الحرب على سورية حتى تدميرها إلى درجة سوف لن تقوم معها لهويتها القومية عربيا، والمعتدلة إسلاميا، قائمة.

عندما تفشل المعارضة في جنيف الآن في الخروج بموقف وطني لا شبهة فيه، كما ذكرنا، سوف لن يكون لمؤتمر جنيف هذا نتيجة تذكر، فقط استعراض دولي لمواقف متكررة، ولو بصياغات مختلفة، وكل ذلك يخضع بنظري لمفاعيل شيئين مهمين يستبقان نتائج الحوار السياسي السوري-السوري، سواء كان هذا في “جنيف” أو تحول مستقبلا لأن يكون في “سوتشي” على فرض تمامه. والشيئان، و بعد القضاء على جسم الإرهاب الداعشي هما:

*إعلان أميركا بأنها سوف لن تنسحب من سورية عسكريا، بل ستعمل على إيصال عديد قواتها إلى الألفين؟

* إعلان روسيا بأنها ستسحب بعض قواتها من سورية، وستبقي على قاعدة “حميميم” الجوية محمية بوسائط دفاع جوية كافية. وستتابع دعمها للحكومة السورية حتى قطع دابر الإرهاب نهائيا، وصولا إلى الحل السياسي الذي يتفق عليه السوريون

موقف القطبين، كانا معلقين على شرط إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية….

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/12/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد