آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

#الأحساء والاحتفاء بأبطال الكلمة


علي آل غراش

من علامات المجتمع الحيوي هو الاهتمام والاعتناء بأفراده والافتخار بتميزهم وعدم نسيان أو التفريط بأي شخص يتعرض للظلم والجور، وقد سطر أبناء الأحساء مواقف مشرفة وعظيمة في مجالات عديدة؛ العلمية والأدبية والثقافية والفنية والرياضية، وكذلك في مجال العمل الحقوقي والسياسي كالمطالبة بالحقوق والإصلاح الشامل والتغيير، بفضل تضحيات أبنائها الأحرار الأبطال الذين جعلوا الأحساء ضمن المناطق التي تحركت وانتفضت للمطالبة بالإصلاح.

 ومن حق أهالي الأحساء الشرفاء الافتخار بعطاء وتضحيات شبابها وبالذكريات الفريدة، وحتما لحراك #4_مارس ذكرى عظيمة، كما أن للداعية الحقوقي سماحة الشيخ #توفيق_العامر دور عظيم في مدرسة العطاء والبذل والتصدي والتضحية، وكذلك لسماحة الشيخ #حسين_الراضي.

 *تضحيات شباب مارس*

 في شهر مارس شهدت #الأحساء حدثا تاريخيا مظاهرات واحتجاجات سلمية نعم سلمية، حيث انطلقت المظاهرات الكبيرة بمشاركة الآلاف من شرق مدينة #الهفوف العريقة عاصمة الأحساء وبالتحديد من مسجد أئمة البقيع إلى مبنى إمارة الأحساء التاريخي، حيث هتف المتظاهرون بالمطالب الحقوقية والتغيير، واحترام الإرادة الشعبية والإفراج عن الرمز البطل الشيخ #توفيق_العامر، الذي كان حينها معتقلا، وترديد (ارحل ارحل .. يا بدر) إنها مظاهرات واحتجاجات سلمية، في يوم تاريخي عظيم يستحق الافتخار به.

لقد دفع  شباب الحراك والتظاهر الثمن غاليا فهناك من لايزال معتقلا منذ مارس 2011 لغاية اليوم.

 *اعتقالات تعسفية وأحكام جائرة*

الشباب المشاركون في الحراك الوطني السلمي يستحقون وقفة تقدير واحترام وتضامن من قبل المجتمع، من خلال إحياء ذكرى مارس العظيمة، والتضامن مع الشباب الذين تم اعتقالهم وتعرضوا للتعذيب والسجن لسنوات بسبب التعبير بكلمة، وكذلك الذين لازالوا لغاية اليوم في سجون الاعتقال منهم الناشط الحقوقي #فاضل_السلمان المعتقل منذ مارس 2011م، وشباب ما يعرف بصفحات الفيسبوك الاحسائية الذين تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي ثم محاكمتهم بأحكام ظالمة بالقياس للتهمة وهي تأسيس موقع باسم “حركة #شباب_4_مارس الأحسائية أحكام تراوحت بين 6 و 13 سنة!!.

والغريب والعجيب هو زيادة مدة الأحكام الجائرة السابقة على الشباب (بسبب التعبير عبر برامج التواصل) وذلك  بحسب مزاج وزارة الداخلية؛ حيث تم زيادة مدة الحكم على الشاب (عبدالحميد عبدالمحسن العامر) من السجن 10 إلى 13 سنة، وبحق الشاب ( #محمد_الخليفة) من السجن 8 إلى 10 سنوات، وتم الحكم على كل من: ( #علي_الهدلق ، و #حسين_السليمان، #مصطفى_المِجْحِدْ) بالسجن 8 سنوات حيث كانت أقل، والحكم على الشاب( #صالح_الشايع ) بالسجن لمدة 7 سنوات وقد كانت 5 سنوات، بينما الحكم الجديد على الشاب ( #حسين_الباذر ) السجن 6 سنوات وقد كان 5 . إنها أحكام جائرة،  وزيادة الأحكام عملية استفزاز واستهتار لأن هؤلاء الشباب لم يعتدوا على أحد ولم يرتكبوا أي جريمة أو جناية، .. من المفترض أن يتم الإفراج عنهم وإغلاق هذا الملف لا العكس.

 *التكريم والتقدير*

هؤلاء الشباب قد اعتقلوا بسبب التعبير عن الرأي، ورفضهم للظلم والفساد، وقد دفعوا الثمن غاليا لتسود العدالة في الوطن ويحصل المواطنون على حقوقهم، أنهم يستحقون التكريم والتقدير من قبل المجتمع، واستحضار دورهم البطولي والافتخار بهم، والتضامن معهم ومع أهاليهم الذين يستحقون الكثير من قبل أفراد المجتمع.

نعم أنهم يستحقون كلمة حق، كرد على تضحياتهم فهم فئة آمنت بضرورة الإصلاح الشامل، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين وبالخصوص الداعية الحقوقي والناشط الإصلاحي والرمز الحر البطل الشيخ #توفيق_العامر بسبب نشاطه الحقوقي والمطالبة بالإصلاح السياسي.

 *العامر شخصية قيادية وحقوقية*

الداعية الحقوقي الشيخ #توفيق_العامر، شخصية دينية اجتماعية عظيمة، لدوره القيادي في المجتمع والحرص على بناء الفرد الصالح والمجتمع السليم -الشيخ أستاذ متخصص في مجال تفسير القرآن الكريم – ومهتم بمساعدة الآخرين واحترام حقوق الإنسان، ويسعى لبناء دولة القانون والدستور والمواطنة الحقيقية، والانتقال إلى نظام الحكم الدستوري لتحقيق الاستقرار وبناء دولة حضارية، وقد تعرض الشيخ العامر للاعتقال مرات عديدة، وبسبب اعتقاله التعسفي شهدت مدينة #الهفوف بالأحساء - شرق المملكة - في #4_مارس 2011 مظاهرات شعبية واسعة للمطالبة بالإفراج عنه، وبعد أيام قامت السلطة بالإفراج عنه لامتصاص الغضب الشعبي، حيث إن المظاهرات اتسعت لمدن وقرى أخرى في #الأحساء كمدينة #العمران و #الرميلة، ولكن السلطة في نفس العام، بعد هدوء الشارع قامت باختطافه من الشارع العام واعتقاله وسجنه لغاية اليوم، كما قامت باعتقال عدد من الشباب الذين طالبوا بالإفراج عنه.

 *مدرسة للصمود*

الشيخ #توفيق_العامر، يشكل مدرسة في فنون ممارسة السلمية للمطالبة بالحق والحقيقة وتطبيق العدالة واحترام الحرية، وقدم الشيخ العامر أفضل الدروس في الصمود وعدم التنازل أو المساومة على الحرية والكرامة والمواقف، وتسليم أمره لله مع كل حكم يصدر ضده، كزيادة عدد سنوات الحكم ضده بعد مساومته على الخروج بشروط، مما أصاب الجهات الأمنية بالصدمة والذهول لما يتميز به من إرادة فولاذية لا تقهر.

 *علماء ضد العنف في السجون!*

ومن أبطال أرض #الأحساء الحبيبة، سماحة الشيخ #حسين_الراضي الذي اعتقل في شهر مارس 2016  عبر اختطافه من الشارع العام، وهو لغاية اليوم معتقل، الشيخ الراضي شخصية دينية بارزة على مستوى العالم الإسلامي الشيعي، وقد اعتقل بسبب - كلمة حق ولمواقفه الوطنية والإنسانية والدينية - رفضه للعنف والحروب والقتل، حيث أنه دعا إلى حل الأزمة اليمينية عبر الحوار بعيدا عن السلاح والحرب، ورفضه لمنهج قتل النشطاء والمحتجين كإعدام الشهيد #الشيخ_نمر_النمر، سماحة الشيخ الراضي مازال معتقلا رغم مكانته العلمية والإجتماعية مما يعني أن السلطة تستهتر بعلماء وشخصيات ووجهاء المجتمع.

 *تضحيات شباب الأحساء*

بفضل عطاء وتضحيات شباب #الأحساء الشرفاء الأبطال خلال شهر مارس، أصبح هذا الشهر يعني الكثير بالنسبة لأهالي الأحساء المحبين لوطنهم ليحتفلوا بذكرى يوم #4_مارس ، وبمواقف الشباب عشاق الحرية والكرامة والوطن لإحياء هذا اليوم، والافتخار بدورهم الإنساني والوطني، والتضامن والاهتمام بكل معتقل وبأهله، وبكل من يخرج من سجون الاعتقال.

تحية إكبار للشباب الذين تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب وتغييبهم عن أهاليهم ومحبيهم في السجون لسنوات طويلة بسبب التعبير عن الرأي (هناك من لايزال رهن الاعتقال والسجن وهناك من خرجوا) فهؤلاء هم الأحرار الحقيقيون الذين يستحقون التكريم والتقدير من قبل أفراد المجتمع الحي الذي ينصر الحق والحقيقة والعدالة والحرية، ويفتخر ويتشرف بدور ومواقف أبنائه الأبطال ومنهم #شباب_4_مارس.                             

لصالح مدونة "الكاتب علي آل غراش"

أضيف بتاريخ :2018/03/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد