آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام أبو شريف
عن الكاتب :
أحد المستشارين السابقين للراحل ياسر عرفات . وهو من مؤسسين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . صاحب وثيقة أبو شريف حول السلام .

اسرائيل تحاصر نفسها: الشهداء والجرحى يلاحقون قادة العدو


بسام أبو شريف

في الأساطير تغلب داود على غوليات بحجر، وكم من أسطورة أعادوا قولبتها لتنسجم مع ما يريدون ويستهدفون، لكن شعبنا يصنع الحقائق، ولا ينجر للأساطير ويقرأ التاريخ بحقائقه وليس بأحلام اليقظة ”فادي البطش”، رجل علم واعد ..خلاق، عقله منطلق نحو الاقتراع والجديد في ميادين الاختراع، وقلبه مشدود لوطنه الذي سلبه المستعمرون وعملاؤهم الصهاينة.

صهاينة رفضوا السلام الذي عرضه الفلسطينيون، ورغم أخطاء بعض الفلسطينيين في الاستمرار في مراهنتهم على واشنطن، وما يخدعون أنفسهم بتسميته عملية السلام كشف الصهاينة بكل خلافه عن رفضهم للسلام، ورفضهم لبقاء الفلسطينيين على ماتبقى من أرضهم هو إصرارهم على تهويد القدس ومقدساتها، والضفة وأراضيها والأغوار، ويخططون لطرد الجميع لتكون دولة اليهود قاعدة خالصة لهم يستخدمونها للتحكم بكل العالم العربي وبالشرق الأوسط .

لماذا اغتالته إسرائيل؟

اغتالته إسرائيل لأن السياسة الرسمية الإسرائيلية مازالت ملتزمة ” بلائحة غولدا مئير”، وهي اللائحة المتمددة دوما لتشمل ” كل فلسطيني له قيمة ”، وفي كل ميدان ” الثقافي، الإداري، الفني، العلمي، البحثي، الطبي، الهندسي، إضافة لكل قيادي يتمسك بحقوق شعبه ”، ( وجدير بالذكر هنا أن تلك اللائحة تضم أسماء ليس لها أولوية، لكنها مدونة مثل محمود عباس تحت تهمة الإرهاب الدبلوماسي ).

هذا العدو عنصري ، يريد اجتثاث الفلسطيني ولن ينجح في هذا، هل كان يلاحق إرهابيا عندما حاول اغتيال الدكتور أنيس الصايغ – رئيس مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت؟

واغتال غسان كنفاني، الأديب العبقري والفنان والصحفي والكاتب لأنه يحب فلسطين، وقيمته العالية بدأت تأخذ أبعادا دولية ، ووائل زعيتر ونعيم خضر …الخ .

لقد فشلت إسرائيل في اغتيال مدراء بنوك ورؤساء شركات فلسطينيين لكنهم كانوا على لائحة السيدة غولدا مئير، فادي البطش وغيره من الشباب المتمكن من العلم، والمنتشر في أرجاء المعمورة هم أهداف لإسرائيل، والحيطة والحذر أصبحا واجبا مقدسا، ولكن يهمنا فيما نحن نعيش حالة القلب الدامي، والعين التي جف دمعها أن نرى الحقيقة دون مبالغة، وأن نرسم المستقبل دون أوهام .

قد تجد من يقول : ماذا حقق الفلسطينيون من خلال مسيرة العودة ؟ وماذا سيحققون أن هم استمروا ؟! ، وقد تجد من يقول الجواب دون سؤال: أنهم يموتون دون ثمن، دون مردود وهذا حرام هؤلاء الأطفال يقتلون على يد المجرمين دون تحقيق أي هدف.

نقول لكل المتسائلين والباكين: أن هذا السلاح ، سلاح الصدور العارية لمواجهة البطش والإجرام ليس موجها لتغيير موقف ترامب أو محمد بن سلمان  أو عبد الفتاح السيسي من حقوق ونضال الشعب الفلسطيني، هذا السلاح هو أولا وقبل كل شيء سلاح قادر على تحطيم معنويات وقدرات وأعصاب الجنود الإسرائيليين، وهو سلاح قادر على إنهاك القيادة الإسرائيلية، وإثارة الهلع ” حتى بينهم وبين أنفسهم ”، وهو سلاح أساسي لتحريض وتعبئة كل إنسان شريف على وجه هذه الكرة الأرضية، خاصة في مجتمعات الحليب والزبدة المشتقة من دماء شهدائنا وثروات بلادنا المنهوبة ” المجتمعات الأوروبية ”.

لكن قف واستمع …قف واقرأ … هل يظن الحكام العرب الذين توزعوا على لوائح تحت عناوين مختلفة لخدمة الامبرياليين، أو الرضوخ لهم، أو الانكفاء عن مواجهتهم، هل يظن هؤلاء أن الشعوب ماتت؟، هل يظنان النيل لم يعد قادرا على الفيضان أم أن العربي فقد كرامته وعزته وشرفه؟.

إننا نرى ونسمع ونقرأ، نرى في أمور أمتنا عجبا، لكن نظراتنا قادرة على رؤية النيران تحت الهشيم ، أني أراها كما أرى من حولي سوف تسحل الشعوب تلك القيادات سحلا تماما كما سحلت نوري السعيد وعبد الاله في العراق ، وتماما كما طردت فاروق من مصر ومن ورائه الانجليز ، وكما طرد غلوب باشا من الأردن وطرد شاه إيران ومن ورائه الأميركيين والإسرائيليين ، وعاد شعب إيران المسلم للطريق الصحيح المواجه للاستعماريين وركيزتهم الأساسية إسرائيل .

انتظروا ما سيأتي والمكان المرشح، هو الجزيرة العربية والخليج العربي، أين سيهرب هؤلاء الذين وكلتهم إسرائيل وأميركا لقمع شعوبهم، وتسليم ثروات الأمة العربية والإسلامية لواشنطن وباريس ولندن وتل أبيب إننا نراها ولكن الله أنزل على عيونهم غشاوة لن تقودهم إلا إلى بئس المصير.


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/04/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد