آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

بش عاطل!!

 

طلال القشقري


ما نُشِر مُؤخَّرًا عن وجود ١٢ ألف مهندس سعودي عاطل، هو أشبه بنتيجة مباراة خاسرة خاضت غمارها قطاعاتنا، الحكومية منها والخاصّة، ونتيجة مباراة لا تقلّ خسارةً لجهاتنا المعنية بالتوظيف ومكافحة البطالة البغيضة!

إذ لا يُعقل أن يتخرّج مهندس سعودي من كلّيته ثمّ لا يجد وظيفة قد جُهِّزت له كما تُجهّز العروس لعريسها ليلة الزفاف السعيدة!.

دعوني أضرب مثليْن صارخيْن:

قريبٌ لي تخرّج مهندسًا كيماويًا قبل بضع شهور، ومع ذلك لم يتوظّف حتّى تاريخه، بينما يعجّ الوطن بمئات المشروعات البتروكيماوية، وقريبٌ آخر تخرّج مهندسًا كهربائيًا، واضطرّ للعمل في بنك بعد أن نأت وظائف تخصّصه بنفسها عنه، ألا يدلّا هذين المثالين من بين آلاف الأمثلة للعاطلين على وجود خلل يحتاج للمعالجة والإصلاح؟!

وفي الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال، أرى بأمّ عيني مئات الشركات التي تقول إنّها وطنية، ومع هذه الوطنية التي تجعل الحليم حيران، أراها تُوظِّف آلافًا مُؤلّفة من الأجانب، ممّن يتمتّعون بالخبرة، وممّن لا يتمتّعون بالخبرة، وهؤلاء الأخيرون هم النسبة الأكبر من المهندسين الأجانب، وكأنّ شرطًا توفّر الخبرة محصور في المهندسين السعوديين فقط، ويا له من عقبة كؤودة لأبناء الوطن!

وكذلك أرى جل الجهات الحكومية وهي تتعامل مع الشركات الوطنية المُتعاقِدَة معها لتنفيذ المشروعات وغير المُلتزِمة بسعودة الوظائف بطريقة: «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلّم»، فإن كانت الجهات لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم ولا تفعل شيئًا صارمًا وإيجابيًا حيال هذه الشركات، فمن سيفعل ذلك؟! وما فائدة مشروعاتنا الكثيرة إن لم يتوظّف فيها مهندسو الوطن؟! ولماذا نصرف المليارات على تعليم أبنائنا الهندسة طيلة ٥ سنوات صعبة في الداخل والخارج ثمّ نُزوّجهم للبطالة بالكراهية مثل من يُكره على الزواج من امرأة شرّيرة لا خير يُرتجى منها بل النكد والنصَب!.

وأين التخطيط لمستقبل المهندسين؟ حقًا أين هو؟ كان من الأجدى أن يبدأ وهم ما زالوا طُلّابًا على مقاعد الدراسة، لا بعد تخرّجهم وهم على متن قطار البطالة إن كان هناك تخطيط، فليتنا نُخطِّط «صح»، ولا نجعل البش مهندس بش عاطلًا، فوالله وتالله وبالله إنّ المهندس والوطن لا يستحقّان ذلك!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2019/01/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد