آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مايا التلاوي
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة سياسية

من سوتشي إلى وارسو .. هناك من يصنع السلام ومن يبحث عن الحرب..


مايا التلاوي

لقاء القادة الاسرائيليين والعرب شكلَ يوماً تاريخياً هذه العبارة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ربما تختصر المشهد في وارسو
الهدف الرئيسي لمؤتمر العاصمة البولندية التطبيع العلني بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية لما يجمعها في هدف متكامل هو مواجهة إيران وهي العبارة التي استخدمها أولاً رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين  نتنياهو لكن سرعان ما استبدلها بكلمة النضال استدراكاً لخطأه في كشف اجتماع وارسو .

ستونَ دولة لبّت الدعوة الأمريكية التي طوّرت إطارها من الضغط على إيران وهو العنوان الذي لم تتحمس له أوروبا إلى ضمان الأمن والسلام في الشرق الأوسط في عنوانٍ فضفاضٍ وأكثر توسعاً .

حضرت الدول ،لكن مشاركتها لم تأتي في التمثيل الوازن أو كما تشتهيهه أمريكا على أقل تقدير .
تمثيل فرنسا ومصر وألمانيا جاء متواضعاً مع العلم أن أي من الدول الأوروبية لم تشارك بوزير خارجية ماعدا بريطانيا ليبرز غياب المفوضية الأوروبية والفلسطينية وتركيا وقطر ولبنان وغيرها .

لكن حتى في حضورها المتواضع لن تتمكن أوروبا من مجاراة أمريكا في هدفها ضد إيران ، فالانقسام الأمريكي – الأوروبي حول الملف النووي الإيراني لم يجف حبره بعد .

التمثيل الأقوى سجلته إسرائيل لأن بنيامين نتنياهو يبحث عن إنجاز لتعزيز حظوظ حزبه اليميني المتطرف في الانتخابات التشريعية في نيسان / أبريل المقبل
وها هو يُعرب عن سروره الجلوس جنباً إلى جنب مع ممثلي دول عربية رائدة على حدِّ وصفه بهدف تعزيز المصلحة المشتركة في الحرب على إيران .

إنه قطار التطبيع يسير على قاعدة الامتناع عن التمسك بالماضي على حدِّ تعبيره عدا صورة جمعته مع المسؤولين العرب لتكون أفضل وسيلة لمواجهة خصومه في الداخل .

ويمكن أن نقول أنه تكمن مفارقات السياسة في أن يختار فلاديمير بوتين بعناية توقيت مؤتمر سوتشي فهناك التحشيد للحرب وهنا العمل من أجل السلام
من سورية إلى إيران وفنزويلا يختلف المسرح لكن المشهد هو ذاتهُ .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/02/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد