آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مايا التلاوي
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة سياسية

سيدُ البيتِ الأبيضِ لا يُعطي أي أهمية للضجيج العالمي ويمضي صوب ما يُريد أما بعض الضجيج العربي فهو بالأصل لا يسمعهُ مُتخذاً من رسالة نصية أداة مخاطبة العقول ومجلساً للقانون الدولي والتشريع

 

مايا التلاوي

لقد انتهى العصر الأمريكي الذي كان فيه الرئيس رونالد ريغان يقطع المفاوضات الاستراتيجية مع إسرائيل بسبب قرار بسط السيادة على الجولان السوري فما كان مضمراً من الإدارات المتلاحقة من بعده بات علانيةً ،ومفادهُ أننا أصبحنا أمام زمن الإنبطاح العربي أمام الكيان الغاصب وانتهاء زمن الحياد لبعض القادة العرب في ظل التطبيع العلني .

نحنُ أمام هجمة أمريكية تصاعدية بدأت بضم القدس عاصمة فلسطين المُحتلة إلى السيادة الاسرائيلية من ثم طرد منظمة التحرير الفلسطينية من واشنطن ثم الانسحاب من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين ( الأونروا ) لإفقارها وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب الفلسطيني لتجويعه وإتباع سياسة العصا والجزرة لإخماد روح المقاومة ثم قام بإلغاء حق العودة والتشريع ببناء المستوطنات التي تضمن له قضم الجغرافية ثم دفع بريطانيا إلى اعتبار حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية وصولاً إلى تشريع ضم الجولان السوري المُحتل إلى السيادة الاسرائيلية وإسقاط صفة الاحتلال عنه كل ذلك عبارة عن خطوات متتالية للوصول إلى تنفيذ صفقة القرن وفرض الأجندات الغربية والأمريكية والاسرائيلية على دول المنطقة .

قرار ضم الجولان إلى إسرائيل قد يشعل المنطقة برُمتها وهذا ما تسعى لتنفيذه الإدارة الأمريكية مع تصاعد الحصار الاقتصادي الخانق ضد إيران والحرب الاقتصادية ضد سورية إذ وصلت بهم سياستهم العدوانية تجاه الشعوب العربية إلى التهديد المُباشر لبعض رجال الأعمال في الأردن ومنعهم من التعامل مع سورية في المجال الاقتصادي ووضعت يدها على مناطق تواجد النفط والغاز في سورية للضغط على الحكومة وهددت في قانون قيصر اعتبار كل من يدعم الحكومة السورية خصماً لها وسيُساق إلى المذبحة علناً لانه ارتكب الكبائر

دونالد ترامب الذي يتعاطى مع دول العالم من حلفاء وأعداء على مبدأ أنا ربكم الأعلى وأنه على استعداد أن يُصدر قرار ضم واشنطن أو فلوريدا الى تل أبيب إرضاءاً للنفس الشهوانية والعدوانية الاسرائيلية المتعطشة لدماء العرب والرامية إلى خلق التوترات من أجل تنفيذ أجندتها .

زيارة مايك بومبيو للمنطقة حملت معها العديد من الملفات التي ستضعها على صفيح ساخن وقد نشهد تحركاً عسكرياً وفتح عدة جبهات على الحدود الاسرائيلية السورية والاسرائيلية اللبنانية إذ قام بزيارة الكويت والتوقيع على صك قانون إنشاء حلف الناتو العربي الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن مهمته الزج بنفسه في أي مواجهة قد تقوم في المنطقة .

الجيش الجديد الذي يُشبه في كثير من تفاصيله تنظيم الدولة الإسلامية التي أعلنت أمريكا نهايته في سوريا والعراق منذُ ساعات لكنها لم تُعلن بعد ولادة الجيش البديل .

لماذا سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى طلب شرعنة الاحتلال على الجولان السوري ؟

لأن الإدارة الأمريكية والاسرائيلية تعلم جيداً أن استثمار النصر السوري في الحرب على الإرهاب سيكون بعودة الجولان كاملاً للسيادة السورية لأن الوقائع الجديدة على الأرض وثبات الجيش والشعب سوف يفرضان على الاحتلال إعادة الحق لأصحابه ولو بعد حين .

نهايةً أود أن استشهد بقول للقائد الخالد حافظ الأسد ” نحنُ نُجيدُ اللعب على حافة الهاوية وإن سقطنا لا نسقط إلا فوق جثث أعدائنا “
الجولان السوري لن يكونَ إلا سورياً ولو غردَ ترامب آلف تغريدةٍ فالحقُ يعلو ولا يُعلى عليه وأصحاب الأرض لهم كل الخيارات للدفاع عن أرضهم المسلوبة وإن أرادوها حرباً فلتكن

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/03/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد