آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مايا التلاوي
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة سياسية

حزب الله يرسم حدوداً جديدة في قواعد الاشتباك العسكري والأخلاقي.. لماذا استخدم الكيان الإسرائيلي القذائف الفوسفورية في عدوانه؟

 

مايا التلاوي


ما لبثَ أن أطلَ السيّد حسن نصر الله في ثاني ظهورٍ تلفزيونيٍ له بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية وريف دمشق والذي نتج عنه شهيدين توجا بإسمهما مرحلةَ انتصارٍ جديدٍ على الكيان الإسرائيلي ، حتى انطلقت صافراتُ الإنذار داخل الأراضي المُحتلة معلنةً ساعة الحساب والعقاب ، حيثُ نفذت مجموعة من المقاومين ضربة مُركزة على ناقلة جند إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم وفي عمق الأراضي المُحتلة .

في الحروب وفي المواجهات العسكرية تُصفر الأخلاقُ وتبقى آلةُ القتلِ الوحشية سيدةُ المشهد ، لكن سماحة السيّد كسرَ تلك القاعدة وأطلق تعليماته بعدم استهداف طواقم إجلاء الجرحى من ناقلة الجند المُستهدفة بصواريخ الكورنيت .

بنيامين نتنياهو قدم الدم الإسرائيلي قبل العربي على وجه العموم واللبناني على وجه الخصوص في بازار الانتخابات المُقبلة وقد شهدنا للمرة الأولى أصواتاً تنطلق من داخل الأراضي المُحتلة ترفض التصعيد العسكري مع حزب الله وتُحمل رئيس حكومتها مسؤولية ماستؤول إليه الأمور .

هل ستنجح الوساطة الفرنسية في تهدئة الأوضاع ؟ ولماذا استخدم الكيان الإسرائيلي قذائف فوسفورية في عدوانه بسرعة لافتة ؟

فور إعلان المقاومة في بيانٍ لها استهداف نقطة عسكرية وإصابة ناقلة جند بعطب كامل ومقتل وجرح كل طاقمها سارعَ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الطلب من واشنطن وباريس والمجتمع الدولي التدخل الفوري ووقف التصعيد العسكري على الحدود مع فلسطين المُحتلة فطلبت باريس عبرَ وزارة خارجيتها من الأطراف المتنازعة العودة إلى الهدوء وتحمل كامل المسؤولية .

كما علينا أن نوضح أن السبب المباشر في استخدام القذائف الفوسفورية من قِبل العدو الإسرائيلي هي للتصعيد في لحظة التصعيد من أجل إخماد النار التي ستحرقه وشروره مُعتقداً أنه ينشر الهلع في نفوس المواطنين اللبنانيين ولم يكن يُدرك من جهله أن لا وجود للملاجىء في لبنان والجنوب ، يسارعون الناس لاستخدام أسطح منازلهم كملاجىء .

أعتقد أن الهدوءَ لن يطولَ كثيراً وستشهد الحدود اللبنانية في المستقبل القريب تصعيداً عسكرياً مماثلاً لما حدث بالأمس وقد يكون أعنف من الذي حصل ، لكن لن يتخطى المواجهة المحدودة والمضبوطة عسكرياً التي لن ترقى للحرب الكبرى كما يروج لها البعض وفي حال نفذ العدو الإسرائيلي تهديده باستهداف كل لبنان والتصعيد ستُواجه أحقادهُ بالصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة وستُحرق آماله بالنصر في المعركة كما حُرقت ناقلةُ جُنده ودبابات الميركافا والبارجة الحربية من قبل .
كما ستقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف عسكرية أو مدنية عراقية أو يمنية .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/09/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد