آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام أبو شريف
عن الكاتب :
أحد المستشارين السابقين للراحل ياسر عرفات . وهو من مؤسسين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . صاحب وثيقة أبو شريف حول السلام .

نتنياهو ارتكب خطأ العمر.. ومعركة القدس لن تتوقف الا بنهاية الصهيونية العنصرية


بسام أبو شريف

– نتنياهو هو الذي أمر بالتصعيد ظنا منه أن التصعيد يخدم أهدافه الخاصة لكسب أصوات اليمين لتشكيل حكومة .
– التصعيد يستهدف تنفيذ مخططات ضم وتهجير، وليس اثارة ضجة سياسية .
– حسابات نتنياهو خاطئة، وسيضطر الجيش الاسرائيلي للتراجع عن مناوراته وهذا يشكل فرصة لفتح جبهات اخرى ضد الاحتلال .
– العامل الأهم، هو انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد قوانين العنصرية الدموية والممارسات النازية الصهيونية ضد شعب بأكمله .
بودنا أن تصل كلماتنا للبيت الأبيض، الذي مازال يتخذ مواقف مؤيدة للممارسات العنصرية الدموية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي حكومة وجيشا، فالرئيس بايدن لايتعامل مع الحقائق حتى الآن، بل مع قشور صهيونية ترسل له .
الرئيس بايدن يدين اطلاق الصواريخ …..، ولكنه لم يدن اقتحام الجنود الاحتلاليين الصهاينة رحاب المسجد الأقصى، ومصلاه الجنوبي والشمالي، وضربه المصلين بقنابل الغاز وبمياه القاذورات في الشيخ جراح، لم يشر الى التصعيد الذي أدى الى قتل وجرح أكثر من 500 فلسطيني، والاعتداء بالضرب على سكان الشيخ جراح لطردهم من بيوتهم .
لاندري من أين يستقي الرئيس بايدن معلوماته، لكنه حتما مطل على الحقائق التي تدين اسرائيل قانونيا، وانسانيا، وأخلاقيا، وسياسيا، وميدانيا، ولابد من القول للرئيس بايدن أن هذا التصرف من قبله سوف يفقده، وهو في بداية عهده ثقة المنطقة العربية بأسرها اذ يخطئ اذا ظن أن الشعوب العربية ستقف كما يقف حكامها الصامتين، ونحب أن نقول له ان شعب مصر العظيم سوف ينضم قريبا، وستنهار مصداقية واشنطن مع الانهيار الأخلاقي والانساني والسياسي والقانوني لدولة الأبارتايد الصهيونية .
ونقول للرئيس بايدن ان هذه الانتفاضة لن تكون كسابقاتها، اذ أن نتنياهو الذي قرر التصعيد لأسباب انتخابية وذاتية ( تماما كما فعل ترامب )، يجر اسرائيل وواشنطن نحو حضيض اللاانسانية والعنصرية، وضرب المدنيين والشعوب، وحقوقها المشروعة والشرعية .
ان دفاع أهل القدس، وشعب فلسطين عن أنفسهم ليس تصعيدا، بل هو رد على تصعيد نتنياهو الذي يقول انه يطبق القانون …. أي قانون هذا ياسيد بايدن ؟، هل تعلم أن اسرائيل دولة بدون دستور، وأنها الوحيدة غير المحددة الحدود ؟؟
القانون في اسرائيل عنصري، وهو مكون من مجموعة قرارات عنصرية للاستيلاء على أملاك الفلسطينيين، وقتل آلاف المدنيين منهم، واعتقال الأطفال، وتقديمهم لمحاكم عسكرية بعد التعذيب بتهمة شتم اسرائيل، أو رفع علم بلدهم فلسطين ! ….. انهم ياسيادة الرئيس يقتلون الأطفال والرضع في أحضان أمهاتهم حرقا … هل تعرف هذا ؟
كيف تتصرف لو قام فلسطيني باحراق رضيع في حضن أمه ؟
طبعا الفلسطيني لم يفعل، ولن يفعل ذلك لأنه مسلح بأخلاق امة راقية، لكن الصهاينة العنصريين فعلوا ذلك ( والملف موجود لدى سفارتكم وخارجيتكم ومخابراتكم )، لقد تحدثت شخصيا مع مسؤول كبير في سفارتكم حول هذا الأمر، وأبلغني أن الملف الكامل أرسل لادارتكم، ولم نسمع حتى كلمة عزاء بالرضع وأمهم المحروقين موتا على يد الارهاب الصهيوني .
وبعد، هل تظن يا سيد نتنياهو أن الاسرائيليين جميعا سيؤيدونك؟…. أنت مريض نفسيا والاسرائيليون بدأوا يكرهونك، وأنت في مرحلة السقوط تماما كما توقعت لك، وحللت توجهاتك في كتابي “نتنياهو الصعود والسقوط”، نتنياهو يعالج أمراضه الذاتية النفسية وعقده بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون، وسيدفعه الاسرائيليون لاحقا.
هذه المعركة لن تتوقف، وسيبدأ انهيار حكم العنصريين، والمعركة الاخرى التي ستنشب من حضن هذه المعركة هي معركة اسرائيليين شاهدوا حقائق العنصريين المجرمين الفاسدين الذين حكموا اسرائيل …. ستنهار اسرائيل لأنها دولة لايمكن أن تستمر، فعوامل بقائها مؤقتة، لن يكون هنالك مكان في فلسطين الا لدولة ديمقراطية يتعايش فيها مؤمنون بأديان مختلفة، لكنهم لا يختلفون حول المساواة والحقوق والواجبات، والديمقراطية، والحق والعدل
بعد كل غزوة كبيرة لأرض فلسطين “مهما أستمرت من زمن”، كان الحل مع تحرير فلسطين، هو مساواة المواطنين بغض النظر عن ديانتهم عائلات مسيحية بقيت بعد الفرنجة وهي فلسطينية، وعائلات يهودية بقيت ولم ترحل، وهي فلسطينية مثلها مثل العائلات والعشائر العربية، وهكذا سيحصل بعد رحيل الصهاينة من أرض فلسطين سيبقى يهود ينضمون لركب الدولة الديمقراطية، ونيل حقوق المساواة في الواجبات والمستحقات …. مساواة المواطنين أمام القانون المدني أما العبادة، فهذا شأن مختلف حريته مصانة لكل فرد دون أن يكون له تأثير على الحق والواجب الاجتماعي والسياسي .
أيها الرئيس بايدن :
لا تكن متأخرا فقد يسبقك القطار .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2021/05/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد