آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد أحمد الحساني
عن الكاتب :
كاتب صحفي في جريدة عكاظ

دراجات مجلس الشورى!


محمد أحمد الحساني ..

اقترح عضو في مجلس الشورى حسب ما نشر قبل أيام السماح للمرأة والرجل بقيادة الدراجات خلال تنقلهم في مدن ومحافظات بلادنا كبديل لقيادة المرأة للسيارة مؤكدا أنه جرب أثناء دراسته في اليابان عملية التنقل بالدراجة، فارتاح للفكرة وأحب أن يعم خيرها البلاد والعباد.

وإذا لم يكن «سعادة العضو» يتحدث وهو يمازح زملاءه الأعضاء حول فكرته، وأنه جاد كل الجد في ما طرحه من واقع تجربته الشخصية في اليابان فإنني أقول لسعادته إنه قد حفظ شيئا وغابت عنه أشياء، وهذه الأشياء الغائبة عنه قد تحول دون تطبيق ما اقترحه على أرض الواقع، ومما غاب عنه الأمور التالية:

أولا: أن سكان اليابان والصين وغيرهما من البلدان التي يستخدم جزء من سكانها الدراجات لديهم ثقافة راسخة بطرائق التعامل مع وسائل المواصلات بجميع أنواعها ومنها الدراجات النارية والعادية والنقل الجماعي الذي يعتبر أرقى درجة من الدراجات كما أن لديهم ثقافة المشي على الأقدام في جو آمن نظيف للنساء والولدان وغيرهم فهم يعتبرون المشوار البالغ عدة كيلات مشوارا لا يستاهل استخدام أي وسيلة مواصلات لقطعه، ومثل هذه الثقافة الإيجابية غير موجودة لدينا أصلا فكل واحد منا يمتطي سيارته الخاصة ليخرج بها من أجل شراء ليمونة من البقالة المجاورة!

ثانيا: أن ثقافة المشي والمواصلات لديهم جعلتهم «يعطون الطريق حقه» بالنسبة لكل وسيلة من وسائل النقل فللدراجات مسارها الخاص الذي لا يجوز اقتحامه من قبل وسائل النقل الأخرى وللمشاة خطوطهم الخاصة، ومع ذلك كله فإنهم يستخدمون وسائل السلامة الخاصة من خوذات وغيرها لحمايتهم أثناء القيادة من الحوادث العرضية، أما في شوارعنا فإن الذي يركب السيارة لا يأمن على نفسه من قاطع إشارة أو عاكس سير أو سيارة طائرة «تجيب» أجله في الحال أو تسبب له إعاقة دائمة أو مؤقتة، أما راكبو الدراجات من الأطفال فلم يسلموا من الدهس وهم يلعبون بجوار منازلهم، كما أن المشاة لا يقطعون الشوارع الداخلية في الأحياء ناهيك عن الشوارع العامة إلا وهم يعتقدون أنهم لن يصلوا سالمين إلى الضفة الأخرى من الشارع!

ثالثا: أن راكبي الدراجات في اليابان والصين أوزانهم من ستين كيلوغراما فأدنى من ذلك ولذلك تتحملهم الدراجات أما الأوزان لدينا فمن سبعين فما فوق، كما أن اليابانيين والصينيين لا ينظرون إلى بعضهم بعضا من باب حب الاستطلاع أو غيره، لأن كل واحد منهم مشغول بأموره ولقمة عيشه، وإذا كان سعادة العضو ما زال متمسكا باقتراحه بعد قراءة هذه السطور -إن هو قرأها- فإن عليه أن يبدأ بنفسه عندما يقوم بمشواره من بيته إلى مجلس الشورى وله منا الدعاء بالسلامة.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/05/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد