محمد بتاع البلادي

  • وزارة العمل.. ورأس غليص!!

    كنت قد قررت التوقف عن كتابة مقالات النقد خلال الشهر المبارك، والابتعاد عن مطاردة الهم اليومي للمواطن البسيط.. لكن (المقطع) المؤلم الذي صوّر اثنتين من بناتنا وهما تتعرضان لإهانة غير مقبولة من مديرهما الوافد، كان أقوى بكثير من قدرتي على الامتناع عن التعليق.. خصوصاً بعد تدخل وزارة العمل من خلال تغريدتها وبيانها (الشعبوي) الذي قالت فيه إنها عاقبت المؤسسة المخالفة، وطالبت بإبعاد الوافد، وكأنها جاءت (برأس غليص) أو أتت بما لم تستطعه الأوائل!.

  • حين نعالج البطالة بالبطالة!!

    • ندوات ودراسات وأبحاث كثيرة ناقشت مشكلة البطالة.. تلك المشكلة التي باتت تُشكِّل الهاجس الأكبر للمجتمعات العربية، خصوصًا بعد تزايد أضرارها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية!..هذا أمر جيد بكل تأكيد؛ حتى وإن لم نُوفَّق حتى الآن في حلٍ جذري واضح.. لكن غير الجيّد يحدث حين نُحاول حل البطالة بالبطالة، فنهرب من النوع الظاهر منها، وأقصد به عجز الخريجين عن إيجاد عمل؛ إلى النوع المقنع الذي لا يقل خطورة ولا أذى عن النوع الأول، بل ربما كان أشد خطرًا وضررًا.

  • فاتورة الشتاء والصيف!!

    • كنت أتمنى لو خرج علينا الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء، أو أحد موظفيها الكبار (من تحت مكيفات مكاتبهم) ببيانٍ شافٍ ووافٍ، يُزيل كثيرًا من اللغط واللبس الذي حدث بعد (الصعقة الكهربائية) القوية التي أحدثتها فواتير الكهرباء، ليُوقف تضخُّم كرة الشائعات التي ما زالت تكبر حتى اليوم، والتي تتهم الشركة بالتقصير والإهمال حينًا، وبالتلاعب في فواتير الكهرباء أحيانًا أخرى.. كنت أتمنى لو حدث هذا بدلًا من ذلك البيان (المقتضب) حتى لا أقول (الهزيل)، الذي زاد الأمور غموضا ولبسًا وسخونة.

  • المدارس المستقلة وبيروقراطية إدارات التعليم!!

    * لا أعرف كيف سيكون شكل المدرسة المستقلة التي أعلنت عنها وزارة التعليم قبل أسابيع؟ ولا كيف ستدمج بنظام التعليم الأهلي؟!. ما أعرفه حقاً أن هذا النوع من المدارس لم ينجح في العديد من دول العالم إلا بفضل استقلاليته، وتخلصه من بيروقراطية وتسلط الإدارات الوسطى، ومن تدخلات رجال الأعمال. فالمدارس المستقلة في كثير من دول العالم يديرها مجلس أمناء من أهل الكفاءة والخبرة، ولها صلاحيات مالية وإدارية واسعة تمكنها من تسيير أمورها، دون حاجة للتذلل لإدارات التعليم، مع تمتع بعضها بميزانيات مستقلة، وارتباط إداري مباشر مع الوزارة.

  • لماذا ينتشر التستر التجاري في السعودية ؟!

    إذا كنت تعتقد - عزيزي القارئ - أن شيوع التستر التجاري في أسواقنا بهذا الشكل المزعج ؛ يعود إلى كسل شبابنا كما يروج البعض ، أو إلى جهلهم و( غشامتهم ) كما يروج البعض الآخر، فاسمح لي بالقول إنك مخطئ بالثلاثة .. فالتستر الذي أنهك اقتصاد بلادنا،وأوصل الهندي ( براكاش رانا) الى أن يترشح الأسبوع الماضي للانتخابات التشريعية في بلاده بثروة تبلغ أكثر من 3.3 مليار روبيه هنديه، سببه الرئيس هو تلك السلاسل الطويلة من الشروط الصعبة؛ أو قل إن شئت ( العقبات) التي تضعها المؤسسات المعنية بالعمل والتجارة أمام الشباب، وأمام منشآتهم الصغيرة،وكأنها تتحداهم بدلاً من تشجعيهم والتخفيف عنهم .

  • قاعدة 1/10

    للكاتب الأميركي ستيفن كوفي قاعدة شهيرة اسمها ( 10/ 90 ) مفادها أن 10% فقط من مصاعب الحياة تتشكل من ما يحدث لنا من عوامل خارجية لا قدرة لنا على تغييرها ، بينما تتشكل الـ 90% الأخرى من ردود أفعالنا وطريقة تعاملنا مع هذه المشاكل !

  • ساهر للممتلكات العامة !!

    • الحدائق الملكية البريطانية ( هايد بارك، كنسينجتون ، جرين بارك ... الخ ) أنشئ بعضها في العام ١٦٠٣ م، أي قبل ٤١٤ عاماً بالتمام والكمال ، ورغم هذا العمر الطويل إلا أنها ما زالت تحتفظ بشبابها ونضارتها وجمالها ونظافتها ، رغم أنك من النادر أن تشاهد عاملاً واحداً في كل أرجاء الحدائق التي تزيد مساحتها عن مساحة بعض الدول الأوربية !! .بالمقابل فإن أقدم حديقة لدينا ربما لا يتجاوز عمرها الثلاثين إلى الأربعين سنة فقط ومع ذلك ستجدها في الغالب محالة إلى التقاعد المبكر بسبب إصابتها بأمراض الشيخوخة جراء العبث والإهمال ، هذا إن كانت لاتزال على قيد الحياة أصلاً ! .

  • هل نستثمر في الحياة ؟!

    •أكثر ما يهدد مستقبل بلادنا - في رأيي- ليس انتهاء النفط كما قد يتبادر للذهن ،فهذا أمر تعايشت معه أجيال سابقة بنجاح ،أكثر ما يهددنا بالفعل هو التصحر والجفاف، وتناقص المخزون المائي ، الذي وصل حداً غير مسبوق ، والذي إن استمر بنفس الوتيرة المفزعة ؛ وبذات التجاهل و ( التطنيش ) العجيب من قبلنا، فربما تصبح فرص الحياة في المستقبل أمراً صعباً جداً ، حتى لا أقول مستحيلاً .

  • حرب الوظائف!!

    • لا أعرف ما هي أخبار (هيئة توليد الوظائف) التي تم تشكيلها قبل عدة سنوات.. وإلى أين وصلت هذه الهيئة التي يبدو أنها لم تغادر مرحلة الولادة حتى الآن؟!.. ما أعرفه ومتأكد منه تمامًا أن (حرب الوظائف) العالمية التي كان الاقتصاديون يُحذِّرون منها طوال العقد الماضي؛ قد بدأت بالفعل!.. وأن العالم الذي ظل تحت سيطرة السياسيين والعسكريين لقرون طويلة، آخذ في التحول والاتجاه بسرعة لافتة نحو الاقتصاديين ورجال الأعمال؛ الذين باتوا يُشكِّلون معظم وزارات دول العالم، بعد أن أصبح النجاح في خلق وصناعة الوظائف، وتمكين الشباب، هما التحدي الأكبر، والمعيار الأول في تحديد نجاح الحكومات أو عدم نجاحها.

  • إرهابيات الغرابيب !!

    * رغم دخولها لعوالم داعش من بوابة المرأة، ورغم محاولاتها للتعمق في الجوانب النفسية لنساء التنظيم الوحشي، وهذا ما يشير إليه اسم المسلسل (غرابيب سود)، إلا أن الكاتبة (لين فارس) لم تنجح في الإمساك بهذا الخط المهم حتى النهاية، حيث يبدو أنها تاهت في التفاصيل المرعبة لشوارع داعش الخلفية، وما يحدث فيها من إثارة دموية، لدرجة أنها تناست الإجابة على السؤال الكبير الذي أعتقد أنها كتبت المسلسل من أجله وهو: لماذا وكيف تنضم النساء للتنظيمات الإرهابية؟! ومَن يدفعهن لهذا العالم المرعب؟.

  • فنكوش الإسكان !!

    * في أحد أفلامه الشهيرة يقوم الممثل (عادل إمام) بدور مندوب دعاية؛ يطلق حملة إعلانية ضخمة لمنتج وهمي اسمه (الفنكوش)، طالباً من الناس انتظار (السلعة) التي لا يعرفها حتى (صلاح) نفسه، الذي أجاب رئيسه عندما سأله: يطلع ايه الفنكوش يا صلاح؟! بالقول: يطلع زي ما يطلع! المهم تشتغل الوكالة!.. وعندما يكبر المأزق، مع كبر الفقاعة الوهمية وانتشارها بين الناس، يُمضي (صلاح) بقية الفيلم في البحث عمن يصنع له (فنكوشاً) من العدم، ليخرج هو ووكالته من الورطة!.

  • خوارج الخوارج !!

    إعلان وزارة الداخلية الأخير عن سقوط خلية (الحرازات) الإرهابية ، والكشف عن شيء من سجلاتها الدموية وتحولاتها الإجرامية، يؤكد صحة ما ذهبنا إليه في أكثر من مقال سابق بخطورة المرحلة القادمة ( مرحلة ما بعد داعش )، ففي الوقت الذي يشهد العالم اللحظات الأخيرة من عمر التنظيم