عبد الباري عطوان

  • جولة بومبيو جاءَت لتَوزيع الأدوار استعدادًا للمُواجَهة مع إيران.. ولماذا نَجزِم بأنّ الحَرب المُقبِلة إسرائيليّةٌ بامتياز وستَخسرها مِثلَما خَسِرت كُل حُروبِها السَّابِقة مع مِحور المُقاوَمة؟

    اقتصار الشَّق “الشَّرق أوسَطي” لجَولة جورج بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكي، الأولى بعد تصديق الكونغرس على ثلاث دول هي المملكة العربية السعوديّة وإسرائيل والأردن، يعني أنّها سَتكون مِحوَر الارتكاز الرَّئيسي في الخُطَّة الأمريكيّة التي سيَتم تَطبيقها بعد انسحاب إدارَة الرئيس دونالد ترامب من الاتِّفاق النَّووي الإيراني في 12 أيّار (مايو) المُقبِل.

  • هل قَرَّر الرئيس بوتين الرَّد على العُدوان الثُّلاثي والتَّهديدات الإسرائيليّة الاستفزازيّة بِتَسليم سورية صواريخ “إس 300” سَريعًا؟

    أمران يُقلِقان إسرائيل عَسكريًّا هذهِ الأيّام، الأوّل حُصول الجيش العربيّ السوريّ على مَنظوماتِ صواريخٍ دِفاعيّة من طِراز “إس 300” المُضادَّة للطَّيران والصَّواريخ، والثَّاني الانتقام الإيراني من استشهاد سَبعةٍ من الخُبراء العَسكريين أثناء الغارةِ الإسرائيليّةِ الأخيرة على مَطار “تيفور” العَسكريّ قُرب مَدينة حِمص.

  • لماذا تتصاعد التحذيرات الروسية الإيرانية لدول الخليج من إرسال قوات إلى شرق الفرات وتسمية قطر بالذات؟

    التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء مؤتمره الصحافي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وركز فيها على دول الخليج ومستقبل قواته المتواجدة في سورية كانت بمثابة خريطة طريق، ومنهاج عمل، ورسالة على درجة كبيرة من الخطورة لدول المنطقة.

  • ترامب ونتنياهو يَتَعَجَّلان الحَرب ضِد إيران.. وشمخاني يَتوَعَّد إسرائيل بـ”عِقابٍ لا رَجعةَ فيه”..

    رغم أنّنا ما زِلنا على بُعدِ أُسبوعَين على الأقل من المَوعِد المُحَدِّد لانسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتّفاق النَّووي الإيراني (12 أيّار)، إلا أنّ حرب التَّهديدات والتَّهديدات المُضادَّة تزداد سُخونَةً، وتَدخُل في مُنعَطفاتٍ بالِغة الخُطورة من الجانِبَين الأمريكي والإسرائيلي من ناحِية، والإيراني من ناحِيةٍ أُخرى، واللَّافِت أنّ سورية سَتكون مَيدان المُواجَهات المُحتَمَلة.

  • مَجزرة “العُرس اليَمني” التي ارتكَبَتها طائِرات التَّحالُف في حجة جَريمةُ حَربٍ لا يَجِب أن تَمُر دُونَ عِقاب

    يَحرِص المُتحَدِّثون العَسكريّون باسم التَّحالُف العَربيّ الذي تَقودُه المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات، الذي يَشُن عُدوانًا على اليمن دَخَلَ عامَه الرَّابِع مُنذ شَهر، على التَّأكيد بأنّ غاراتِهم التي تَشنُّها طائِرات “عاصِفة الحَزم” تستهدف أهدافًا عَسكريّةً، وتتجنَّب المَدنيين اليَمنيين، بسبب تَجهيزِها بأحدَث أجهِزة الرَّصد المُتقَدِّمة، ولكن الغارَة التي نَفَّذتها هذهِ الطَّائِرات على حفل زفاف في بلدة بني قيس في مُحافظة حجة شمال غرب اليمن، وأدَّت إلى مَقتل 25 شخصًا وإصابة 40 آخرين على الأقل مُعظَمُهم من الأطفال، يُؤكِّد زيف هذهِ الادعاءات، ويَنسِفها من جُذورِها.

  • هل ستختفي إسرائيل خِلال 25 عامًا مِثلما هَدَّد قائِد الجيش الإيراني؟

    التَّعبير الدَّارِج هذهِ الأيّام على ألسِنَة القادَة الإيرانيين والإسرائيليين هو أنّ “الإصبع على الزِّناد”، حيثُ تتصاعَد حِدّة التَّوقُّعات وتتسارَع حول احتمال نُشوبِ حَربٍ وَشيكَةٍ بين الجانِبَين، سَواء مَحدودة على الأراضي السُّوريّة، أو شامِلة على أربعِ جَبهاتٍ في لبنان وسورية وإيران وفِلسطين المُحتلَّة.

  • أمريكا تُريد الزَّج بِقُوّاتٍ سُعوديّة في شَمال شَرق سورية وأردنيّة في جَنوب غَربِها..والخُطَّة إقامة ثلاثة كَيانات جَديدة مُستقِلّة..

    لا نَعتقِد أن الاجتماع الذي استضافته طِهران اليوم الخميس وَضَم مَسؤولين عسكريين وأمنيين على مُستَوى عالّ من كل من روسيا وسورية والعِراق، علاوةً على الدَّولة المُضيفة إيران، كان هَدفُه الحقيقيّ تَنسيق جُهود مُكافَحة الإرهاب، مِثلما أعلن العميد أمير حاتمي، وزير الدِّفاع الإيراني، وإنّما الاستعداد لمُواجَهة خُطط الانسحاب الأمريكي من سورية، ومِلئ الفَراغ الذي سيَنجُم عن ذلك بقُوّاتٍ عربيّة “سنيّة” من السعوديّة والإمارات وقطر والأردن ومِصر أيضًا، إذا سارَت الأُمور مِثلما تشتهي سُفُن دونالد ترامب.

  • تهديدات فَصيلين عَسكريّين مَدعومَين إيرانِيًّا أحدهما في سورية والثَّاني في العِراق كانَت وراء قَرار ترامب سَحب قُوّاتِه من سورية..

    تُراوِدنا شُكوكٌ كَثيرة حول تَجاوُب أيٍّ من الدُّول العربيّة التي اتّصل بِها جون بولتون، مُستشار الأمن القَومي الأمريكي، لإرسال قُوّات إلى شمال شرق سورية لتَحِل مَحَل القُوّات الأمريكيّة التي يُقَدَّر تِعدادها بحَواليّ 2000 جُندي التي باتَ انسحابها مُؤكَّدًا بسبب المَخاطِر التي ستَشهدها في الأسابيع المُقبِلة، كرَدِّ فِعلٍ على العُدوان الثُّلاثي على سورية.

  • الجِنرال سليماني يَستعد للانتقام لشُهداء الغارَة على قاعِدَة “تيفور”..

    التوتُّر الذي سادَ المَشهد السُّوري أثناء العُدوان الثُّلاثي الأمريكي الفَرنسي البِريطاني فَجر السَّبت الماضي ما زالَ مُتصاعِدًا، رغم انتهاء هذا العُدوان الذي لم يَزِد عَن ساعة، دون تَحقيق مُعظَم أهدافِه، إن لم يَكُن كُلها، وما حَدَث فَجر اليَوْمْ في قاعِدة “الشعيرات” الجَويّة السُّوريّة قُرب حِمص من إطلاق صواريخ إلا مُقَدِّمة، أو إنذار، لمُواجَهةٍ إيرانيّة إسرائيليّة يَعتقِد العَديد من المُراقِبين أنّها باتَت وَشيكة.

  • ترامب يَتراجَع مُكرَهًا ويُقرِّر تَجميد خُطَط انسِحاب قُوَّاتِه من سورية.. هل نَحن أمام خُطَّةٍ تَصعيديَّةٍ جَديدةٍ ..؟

    أعلنت نيكي هيلي، أحد صُقور إدارَة الرئيس دونالد ترامب، والمَندوبة الأمريكيّة لدَى الأُمم المتحدة، أنّ حُكومَتها قرَّرت تَجميد خُطَّةِ انسحابِ قُوّاتِها من سورية، حتى تَحقيق الأهدافِ المَرجُوّة، ممّا يعني حُدوث تغيير في السِّياسةِ الأمريكيّةِ الحاليّة التي تَعتَرِف بالهَزيمة، والتَّخطيط لمَرحلة تصعيدٍ جَديدة ربّما تتمَحور حول الإطاحةِ بالنِّظام.

  • لماذا نَعتقِد أنّ العُدوان الثُّلاثي فَشِل في تَحقيق مُعظَم أهدافِه وأعطَى نَتائِجَ عَكسيّة؟

    ما يُمكِن استخلاصُه من بَين بقايا الصَّواريخ التي أطلَقها العُدوان الثُّلاثي على سورية وجَرى إسقاط مُعظَمها، أنّه لم يُحَقِّق مُعظَم أهدافه، بَل أعطى نتائِج عَكسيّة تمامًا، أبرَزها أنّه عَزَّز شعبيّة الرئيس السوري بشار الأسد داخِل سورية وخارِجها، وأضافَ زَخَمًا جديدًا لتَحالفاتِه الرُّوسيّة والإيرانيّة واللُّبنانيّة (حزب الله)، وأكّد على صَلابَة الجيش العربي السوري، وأضْعَف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

  • أربَعةُ احتمالاتٍ وَرَاء ارتباك ترامب وتَناقُضِ تَصريحاتِه ومَواقِفه تُجاه الحَرب في سورية..

    تَحوَّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شخصيّةٍ “كاريكاتوريّة” مُضحِكَة بالنَّظر إلى تَغريداتِه على التويتر، وتصريحاتِه التي تَعكِس شَخصيّةً مَهزوزةً، مُترَدِّدة وبَهلوانِيّة، وليس رئيسَ دَولةٍ عُظمى تتَحكَّم بِمُقَدَّرات العالَم وأمنِه واستقرارِه.