عبد الباري عطوان

  • ترامب يُريد حَربًا تُعيد لأمريكا زَعامَتها المَفقودة وليس ضَرباتٍ عَسكريّة مَحدودَة..

    كُنّا نَعتقِد أنّ العُدوان الذي يَعتزِم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شَنَّه ضِد سورية في أيِّ لَحظة سَيكون ثُلاثِيًّا، أي بِمُشاركة كُل من فرنسا وبِريطانيا إلى جانب أمريكا، ولكن بَعد التَّهديدات الإسرائيليّة التي صَدَرَت اليوم “بإزالة الرئيس بشار الأسد ونِظامِه من خَريطَة العالَم في حال شَنْ إيران هُجومًا انتقاميًّا على إسرائيل انطلاقًا من الأراضي السُّوريّة”، باتَت لدينا قناعة بأنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي سَتكون في قَلب التَّحالُف الأمريكي الجَديد، وأداةً رئيسيّة من أدَوات هُجومِه، وأنّه من غير المُستَبعد أن تكون إيران وحزب الله على قِمّة قائِمَة الاستهداف أيضًا.

  • ترامب يُلغِي زِيارته لأمريكا الجَنوبيّة ويُرْسِل مُدَمِّراتِه البَحريّة إلى السَّواحِل السُّوريّة.. هل اقتربت “ساعَة الصِّفر” ..؟

    اللُّغة التي يَستَخدِمها بَعض المَسؤولين في الإدارةِ الأمريكيّة في التَّعاطي مَع الأزمةِ السُّوريّة تُوحِي بأنّهم تَخرَّجوا من أكاديميّات لها عَلاقة “بِعِلم الحَيوان”، فالرئيس دونالد ترامب وَصَفَ الرئيس بشار الأسد قبل يَومين بأنّه “حيوان”، وأمس أكّدت السيِّدة نيكي هايلي “أن الوَحش المَسؤول عن الهُجوم الكِيماوي في الغُوطة الشرقيّة هو روسيا التي لا تَشعُر بالخِزي وتُواصِل دَعم النِّظام السُّوري”.

  • ثلاثَة مُؤشِّرات تُؤَكِّد أنّ الرَّد الرُّوسي السُّوري قد يَكون مُختَلِفًا جِدًّا هذهِ المَرّة على أيِّ عُدوانٍ أمريكيّ..

    تعيش المِنطقة العربيّة أجواء “حَربٍ ساخِنة” بالنَّظر إلى تصاعُد حِدّة التَّهديدات الأمريكيّة بِضَرباتٍ عَسكريّة انتقاميّة ضِد سورية، وضِد داعِميها الرُّوس في آن، ووصَل الأمر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتَحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شَخصيًّا مَسؤوليّة الهُجوم الكيميائي المُفتَرض على الغُوطة الشرقيّة، ممّا يُرجِّح احتمال تَعرُّض القَواعِد والقُوّات الروسيّة في سورية لهُجومٍ أمريكيّ.

  • هل سَنَصْحُو مِن النَّوم على ضَرَباتٍ صاروخِيّةٍ أمريكيّةٍ تَستَهدِف دِمشق تحت ذَريعة الأسلحة الكِيماويّة في الغُوطة؟وكيف سَيكون الرَّد الرُّوسي..؟

    من يُتابِع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حَمَّل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران مَسوؤليّة استخدام أسلحة كيماويّة في مَدينة دوما، ودعم الرئيس بشار الأسد الذي وَصَفَهُ بـ”الحيوان”، وتَوعَّد هؤلاء جَميعًا بِدَفع ثَمَنٍ باهِظ، يَخْرُج بانطباعٍ شِبه مُؤكَّد بأنّ هُجومًا صاروخِيًّا أمريكيًّا ربّما يَستَهدِف العاصِمة دِمشق هذهِ المَرّة باتَ وَشيكًا جِدًّا.

  • هل سَيُشارِك الأسد في “القِمّة الثُّلاثيّة” القادِمة في طِهران؟ وماذا يَعني رَفْضَهُ الدَّعوة الروسيّة لقِمّة أنقرة الأخيرة؟

    بعد القِمّة الثُّلاثيّة التي انعقدت في أنقرة بِحُضور الرئيسين الروسي فلاديمير بويتن، والإيراني حسن روحاني، والمُضيف التركي رجب طيب أردوغان، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانيّة المُقرّبة من “حزب الله” خَبرًا نَقلاً عن مَصادِر روسيّة عالِية المُستوى، قالت فيه أنّ القِيادة الروسيّة تَمنّت على الرئيس السوري بشار الأسد حُضور هذهِ القِمّة، وأن الرئيس التركي يُرحِّب بهذهِ الخُطوة، ولكنّه، أي الرئيس الأسد، اعتذر عن عدم تَلبِيَتِه هذهِ الدَّعوة، وزِيارة أنقرة في ظِل استمرار احتلال قُوّاتها لأراضٍ سُوريّة.

  • لماذا أرسلت فرنسا قُوّات إلى مِنبج فَجأةً رُغْمَ كُل التَّحذيرات لمَنع اجتياح المَدينة تُركيًّا ووَضَعت كُل بَيضِها في سَلَّة الأكراد؟

    مَعرَكة الرئيس رجب طيب أردوغان الكُبرى هذهِ الأيّام ليست في مَدينة “تل رفعت”، وإنّما ضِد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحُكومَتِه، لأنّ الأخير قَرَّر أن يَنحاز إلى الولايات المتحدة عَسكَريًّا، وأن لا يَترُكَها لوَحدِها في مَعركة مِنبج الوَشيكة، وبادَر بإرسال قُوّات فَرنسيّة، وأعلن دعمه الكامِل لقُوّات سورية الدِّيمقراطيّة الكُرديّة، ومَشروعِها في إقامَةِ كِيانٍ كُرديٍّ على طُول المَناطِق الشَّماليّة السُّوريّة.

  • قِمَّة بوتين أردوغان روحاني الثُّلاثيّة في أنقَرة تُحدِّد مَلامِح سورية الجَديدة وتُنهِي حُلُمْ الأكراد في إقامَة كَيانٍ مُستَقِل وتَقطَع علاقَة تركيا بحِلف “النِّاتو”..

    حَسَمَت قِمّة أنقرة الثُّلاثيّة التي انعقدت اليَوْمْ (الأربعاء) انحيازَ روسيا بالكامِل إلى الخَندق التُّركي في قَضيَّتَين أساسيّتين: الأولى مَنع الأكراد من إقامة كيانِهم السِّياسيّ المُستَقِل شمال سورية، والثَّانِية رَفض أي وجودٍ أمريكيٍّ تحتَ سِتار مُكافَحة الإرهاب.

  • عَشرُ نِقاطٍ رئيسيّة وَردَت في مُقابَلة الأمير محمد بن سلمان الأخطر مع مَجلّة “أتلانتك” تُلَخِّص إستراتيجيّته المُقبِلة..

    بعد القراءِة المُتعمِّقة للمُقابلة التي أجرتها مَجلَّة “أتلانتك” الأمريكيّة الشَّهيرة مع الأمير محمد بن سلمان، وليّ العَهد السعوديّ، والنَّص الكامِل باللُّغةِ الإنكليزيّة على وَجه الخُصوص، يَخرُج المَرء بانطِباعٍ راسِخ مَفادُه أنّها المُقابَلة الأهم والأخطر، ليس لما وَرَد فيها من مَواقِف، ومعلومات جديدة، وإنّما أيضًا لِما يُمكِن أن يترتّب عليها من خَطواتٍ لاحِقة يُمكِن أن يُقدِم عليها الأمير الشاب بعد عَودَتِه من جَولتِه الحاليّة لأمريكا التي تَستغرِق ثلاثة أسابيع.

  • لماذا ارتدى الرئيس أردوغان الزِّيّ العَسكَريّ أثناء زِيارَتِه للحُدود السُّوريّة؟ وهل الصِّدام مع أمريكا في مِنبج باتَ وَشيكًا؟

    ارتداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زِيًّا عَسكريًّا مُرقّطًا، وتَفقُّدِه مَخفرًا حُدوديًّا في مِنطقة هاتاي، أو أنطاكية قرب الحُدود السُّوريّة، وبِصُحبَتِه الجِنرال خلوصي آكار، وقادَةٍ من العَسكريين الكِبار يُوحِي بأنّ الرَّجُل يُريد تَوجيهَ رِسالةٍ مُزدَوَجة إلى الدَّاخِل التُّركي أوّلاً، وإلى العالم الخارِجي، وخاصَّةً حُلفائه في أمريكا وحِلف الأطلسي أنّه مُستعِدٌّ للمُواجهةِ العَسكريّة ضِد الأكراد ومَنع قِيام كيانٍ لهم على الشَّريط الحُدودي السُّوري الشَّمالي.

  • ماذا يعني اعتراف الأمير محمد بن سلمان بقاء الرئيس الأسد في قِمّة السُّلطة السُّوريّة وتَزامُنِه مع قَرارِ ترامب بسَحب جَميع قُوّاتِه؟

    التصريحات التي أدْلَى بِها الأمير محمد بن سلمان وليّ العَهد السعوديّ لمَجلة “تايم” يوم أمس، وأكّد فيها أنّ الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ في السُّلطة، ومن غَير المُرجَّح أن يَترُك مَنصِبه قَريبًا، تَعكِس اعترافًا على دَرجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة بعد سَبع سنوات من الحَرب الدمويّة قد يعني اقترابها من نُقطة النِّهاية، وحُدوث انقلابٍ في كُل، أو مُعظَم، خَريطة التَّحالُفات والقُوّة والضَّعف في المِنطقةِ بُرُمَّتِها.

  • رِسالةٌ “عَفويّة” من قارِئ تَستحِق الاهتمام والرَّد ليسَ مِنّا وإنّما من الرئيس الأسد..

    ليس من عادَتِي الرَّد أو التَّعليق على الرسائِل التي تأتيني من القُرّاء الأعزّاء، ومِن مُختَلف الجِنسيات، وأماكِن مُختَلِفة من العالم، والشَّق العَربي مِنه على وَجه الخُصوص، ولكن رسالةٌ واحِدة استوقَفتني وأجبرتني في الوَقتِ نَفسِه، للخُروج عن المَألوف، والرَّد عليها بِرسالةٍ خاصّة، لأنّها تَعكِس تَطوّرًا جَوهريًّا مُهِمًّا في الأزمةِ السُّوريّةِ هذهِ الأيّام.

  • السعودية تتوعد بالرد في المكان والزمان المناسبين على الصواريخ الحوثية.. فهل باتت الحرب وشيكة وكيف؟

    ما زالت المملكة العربية السعودية تعيش حالة الصدمة الناجمة عن إطلاق جماعة “أنصار الله” الحوثية سبعة صواريخ دفعة واحدة وصلت ثلاثة منها إلى قلب العاصمة الرياض فجر أمس، وتسببت بشكل مباشر، أو غير مباشر، في مقتل مقيم مصري، وإصابة ثلاثة آخرين، وأحداث إصرار مادية من جراء سقوط حطامها مثلما تفيد الرواية الرسمية، الأمر الذي اعتبره الكثيرون تصعيدا للمواجهة قد تترتب عليه نتائج خطيرة.