آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

البطالة: عنها نتحدث أكثر مما نعمل!!


سالم بن أحمد سحاب

لا خلاف أن قطاع العقار يعاني من أزمة واسعة شلّت معظم أطرافه الكبرى، فبدا ضعيفاً منهكاً. المعني هنا عدة أنشطة منها نشاط البناء والتشييد بشقيه الحكومي والخاص. والخاص يشمل القطاع التجاري كما يشمل الوحدات السكنية. ولا خلاف كذلك على أن تراجع الإنفاق الحكومي في هذا الميدان قد ساهم بنسبة كبيرة في معاناة هذا القطاع.

وتبعاً لذلك، فقد أدّى ذلك إلى فقدان مئات السعوديين لوظائفهم في القطاع الخاص، وهو أمر طبيعي متوقع. لكن من الطريف المؤلم استمرار نشاط ألوف الوافدين في أعمال ترميم المباني على اختلاف تفاصيلها. وفي مسجد الحي الذي أسكنه لا يكاد عامل الجبس يجد وقتاً لاستكمال أعمال جبسية بسيطة تمثل جزءاً من عملية ترميم له بعد مرور 20 عاماً، فهو يتناوب على العمل في عدة مواقع، لذا فهو ينجز قسطاً من العمل هنا، ثم يتوقف لينجز عملاً هناك، ثم في موقع ثالث، وهلم جرا. وحتى اليوم لم يُتم عملاً ما كان ليستغرق 3 أيام متواصلة بالرغم من مرور أكثر من شهرين، لأنه باختصار غير (ملحِّق).

وما ينطبق على أعمال الجبس ينسحب على أعمال الدهان والكهرباء وغيرها من أعمال ترميم المباني القديمة أو تشطيبات المباني الجديدة. كل هذا الميدان الواسع يفتقد إلى وجود المواطن السعودي. وهو ميدان لا يُغلق حتى قيام الساعة، فأين هم الباحثون عن عمل؟

بصراحة يا معالي وزير العمل: نريد لهذا اللغز جواباً! خاصة وأنك قُدت سفينة التدريب المهني والتقني لسنوات طويلة. ربما كان الحل في مزيد من التدريب! فهل ثمة نية لمنح المواطن فرصة التدرب في هذه المهن حتى يتمكن من ممارستها ميدانياً؟

ومن المهم أن يرافق التدريب تكريم وطني لهؤلاء الذين يقتحمون عش الدبابير في ثقافتنا (المحلية) العوجاء. لا بد من برنامج وطني شامل ومتكامل يرفع من قيمة هذه المهن ويشيد بها ويرسّخ أهميتها بصفتها ركناً ركيناً من عملية التنمية، ودعامة من دعائم أمننا الوطني الذي يعتمد على سواعد أبنائه، وحتى لا نظل رهائن في يد العمالة الوافدة لآماد طويلة، ونعاني في الوقت نفسه من بطالة وهمية مستنكرة!!.
 صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/05/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد