آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد الحي زلوم
عن الكاتب :
مستشار بارز لشؤون البترول منذ أكثر من 45 سنة. أنهى دراسته الجامعية الاولى والعليا في الهندسة والادارة من جامعات تكساس، لويزيانا، كاليفورنيا، و هارفرد في الولايات المتحدة بعد انهاء دراسته الثانوية في القدس. عمل في الولايات المتحدة واوروبا. كما ساهم في الاعمال التأسيسية للعديد من شركات البترول الوطنية العربية في الخليج والعراق وافريقيا،

ماذا عن صفقة الغاز المصرية الإسرائيلية وخباياها؟


د. عبد الحي زلوم

1.   22 مليار دولار مساعدات عربية + 40 مليار دولار مساعدات أمريكية للكيان الصهيوني .

صدق بنيامين نتنياهو حينما قال بعد توقيع اتفاقية الغاز الإسرائيلية المصرية : “هذه الاتفاقية التاريخية ستجلب إلى خزائن إسرائيل مليارات الدولارات وستقوي الأمن القومي والاقتصاد وروابطنا الإقليمية . “

أما الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيلية المالكة للغاز فقال:”هذه الاتفاقية ستجعل من مصر مركزاً إقليمياً للغاز.”

أما الرئيس السيسي فصرح حرفياً لما قاله رئيس الشركة الإسرائيلية حين قال :” اليوم مصر بفضل الله حطت رجليها على أنها تصبح المركز الإقليمي للطاقة في المنطقة، وهذا له إيجابيات كبيرة جداً جداً”. وكفى الله المؤمنين القتال.

قال عمرو موسى في محاضرة له بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ” إذا كانت هذه الصفقة جيدة فاشرحوا لنا ذلك “؟

لا يهمنا أن نبين أن هذا الغاز هو غاز فلسطيني مسروق لان ذلك لا يهم أصحاب مصر أولاً وموريتانيا أولاً والأردن أولاً والصومال أولاً ومن بعد ذلك الطوفان . لذلك دعنا نرى ما لهذه الصفقة وما عليها (لمصر أولاً ).

•      مصر تمتلك حوالي 70 تريليون قدم مكعب من احتياط الغاز المثبت وهو ضعف ما يمتلكه الكيان الإسرائيلي ومن المفروض أن يكون قد دخل خدمة الإنتاج حقل ظهر للغاز المصري وهو أكبر حقل تمّ اكتشافه في البحر الأبيض المتوسط . وكما أن إنتاج الغاز في مصر سيتضاعف  خلال سنتين من حقول أخرى  وعندها سيزيد الإنتاج عن طاقة الإستهلاك وتصبح مصر بحاجة إلى مصانع تسييل الغاز والتي ستكون مشغولة بتسييل الغاز الإسرائيلي .

•    نتيجة إلى تصدير مصر غازها إلى شركة الكهرباء الإسرائيلية بأسعار قلت كثيراً عن الأسعار العالمية انتقلت مصر من مُصدر للغاز إلى مستورد له بالرغم من وجود الاحتياطات الهائلة المثبة اضطرت مصر أن تتوقف عن تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني و كذلك إيقاف تزويد مصانع تسييل الغاز بمستلزماتها مما أدى إلى توقفها . رفع الكيان الصهيوني قضية تحكيم ضد مصر لعدم وفائها بإتفاقية تصدير الغاز لها وربحها وتوجب على مصر أن تدفع 1.7 مليار دولار إلى شركة الكهرباء الإسرائيلية الحكومية . ومن الطريف أو العجيب أن نصف هذا المبلغ يكفي لبناء البنية التحتية لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى مصانع التسييل المصرية. وهكذا تسترد إسرائيل ثمن الغاز الذي صدر لها أثناء حكم مبارك .

•   لماذا اعتبر نتنياهو أن هذه الصفقة هي تاريخية ومحورية للاقتصاد الإسرائيلي ؟ لان الغاز الإسرائيلي يعتبر ما يسمى بالغاز الحبيس الذي يكاد يكون ضرورياً تسويقه في دول الجوار لأن تصديره إلى دول العالم يحتاج إلى مصانع تسييل الغاز . واعرضت المؤسسات المالية العالمية عن تمويل مشروع تسييل الغاز الإسرائيلي نتيجة كلفته الباهظة بمليارات الدولارات ولكونه عرضة للتدمير هو و منصات الإنتاج البحرية من أي قوة معادية كحزب الله مثلاً  .

•   الغاز المسروق والمتعاقد عليه بــ15 مليار دولار لمصر لمدة 10 سنوات والغاز الإسرائيلي المتعاقد عليه مع الأردن بــ 10 مليارات دولار لمدة  15 سنة سيغذي الاقتصاد الإسرائيلي ب22 مليار على 10 سنوات أي ما يزيد عن نصف المعونة السنوية الأمريكية والبالغة 40 مليار دولار على 10 سنوات.

أنا اعلم بل واعرف جيداً أن هناك في مصر من العلماء والمهندسين الأكفاء في قطاع النفط والغاز وأن أكثر ما جاء أعلاه لا يغيب عن إدراكهم.  المشكلة هي أن الحاكم في الانظمة الشمولية هو عالم (بتاع كله) وهو عالم في كل شيء ابتداء من صناعة الكشري حتى القنابل الذرية. عش رجباً ترى عجباً !
 
 2.  الدول الوظيفية العربية هي سلطات لا وطنية تماماً كسلطة عباس .

في الفوضى (اللاخلاقة) التي أدارتها الولايات المتحدة ووكلائها المحليين منذ 2003 كان هؤلاء الوكلاء كتنابل السلطان يركضون إلى حتفهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون. فإعادة رسم الحدود كانت ولربما ما زالت ستغيّر وصفهم الوظيفي بل ربما وجودهم بعينه . هذه الكيانات هي بطبيعتها منذ أسست قبل قرن من الزمان كيانات وظيفية وهي في حقيقتها لا تختلف عن كيان السلطة اللاوطنية الفلسطينية وإن تعددت الأشكال فالشيء واحد.  دعنا نبين ماهية هذه السلطات كما وصفها صائب عريقات الذي أصبح خبيراً في التفاوض العبثي ربع قرن أضاع فيها هو ورفاقه ما تبقى من الضفة الغربية والتي هي تمثل أصلاً 22% من فلسطين .

حسب التصريحات التي جاءت في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية الإسرائيلية، قال عريقات:

•   أن الرئيس الحقيقي للشعب الفلسطيني هو وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، أما رئيس الوزراء الفلسطيني فهو منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة تحت إدارة الجنرال بولي مردخاي”.

•  وأعرب عن تشاؤمه إزاء “حل الدولتين”، مُرجحاً في نفس الوقت “اختفاء السلطة الفلسطينية برمتها قريباً”.( اللهم آمين).

•  “الرئيس عباس لا يمكنه التحرك من رام الله دون إذن من مردخاي وليبرمان”.

•   وعن سرِّ هذا التغيُّر في موقفه، قال عريقات، إن أحد الشبان طالبه قبل إجرائه عملية زراعة رئة قبل أشهر في الولايات المتحدة، بعمل “زراعة لسان جديد، بدلاً من مواصلة خداع الفلسطينيين طوال هذه السنوات”.

• لا أود أن أعلق على ما قاله خبير المفاوضات العبثية الهمام المقدام ولكن اقتبس بعض التعليقات المعبرة التي جاءت في جريدة رأي اليوم عن تصريح عريقات أعلاه :

قالت (راعية المعيز) كما سمت نفسها لكنها تستطيع أن ترعى أمة أفضل من أكثر  رؤساء الكيانات اللاوطنية  حيث كتبت : “و الله إذا كان أبولهب قد قُبر تائبا سيقبر أي من هذه الزمرة الفاسدة الضالة تائبآ أو نادمآ…..كلام صائب عريقات كبييييييييييييير المفاوضين الضالين هو عبارة عن طريقة جديدة لتخدير عقولنا…… أنا لم أعد أصدق إلآ ما فعله فوزي الجنيدي أو عهد التميمي أو محمد جرار أما شجب نواحي قبور صهيون و استنكارهم و توبتهم فهو كلام فارغ من كل مضمون و بضاعة رخيصة كرخص ضمائرهم …… اللهم اسقي زيتونها من دمي.آمييييييييييييييييييين .

•   أما (حسن ) فكان تعليقه :”بعد أن باعوا فلسطين كل فلسطين يحاولون أن يتطهروا من الخيانة ببعض الكلمات والخطب المبتذلة أنتم أصل الداء وأنتم من سمحتم لسرطان الصهاينة أن يشل معظم مفاصل القضية الفلسطينية عليكم اللعنة والخزي يا سماسرة”

•   أما تعليق (فلسطيني مقهور ) فكتب :”السيد عريقات ومعظم المسؤولين في السلطة بحاجة إلى زراعة ضمير جديد بمواصفات وطنية …“

3.  نعم إنهم أوهن من بيوت العنكبوت.

قال وزير التعليم في الدولة العبريّة، نفتالي بينت إنّ مستوى الخطر الذي يواجهه المُواطنون في إسرائيل ازداد والتنبؤات بأن أيّ حرب جديدة قد تندلع ستؤدي إلى أضرارٍ على نطاقٍ لم نعهده من قبل، وهذا التصريح يُعتبر إقرارًا إسرائيليًا رسميًا بأنّ حسم الحرب خلال أيّامٍ معدودةٍ، وعدم السماح بتحويل العمق الإسرائيليّ إلى ساحة حربٍ، كما كانت عقيدة جيش الكيان الصهيوني طيل السنوات الماضية  قد باتت خارج سياق التاريخ.

كذلك قال يسرائيل هارئيل، من غلاة المُستوطنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة في مقالٍ نشره في صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ ردود الفعل الإشكاليّة للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخية خلال حرب لبنان الثانية، والهرب الجماعيّ لسكان النقب في ضوء قصف حماس خلال عملية “الجرف الصامد”، في صيف العام 2014، أثبتتا أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتّع بقدرةٍ منخفضةٍ، ومقلقةٍ، على المواجهة. هرئيل رأى أيضًا أنّ أداء صنّاع القرار في تل أبيب ينطوي على اعتماد سياسة الاحتواء، بعد التخلّي عن سياسة الهجوم المضاد والمبادرة منذ حرب عام 1967 قائلاً إنّه منذ حرب الأيّام الستّة (عدوان حزيران 1967)، توقّفت إسرائيل عن المبادرة، وانتقلت إلى مرحلة التلقّي، وهذه النظرية تتطابق مع تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد أخيرًا أنّه منذ العام 1967 لم تنتصر إسرائيل في أيّ حربٍ خاضتها.هرئيل وصف تباهي قائد سلاح الجو الإسرائيليّ، بأنّ الدولة العبريّة نفذّت في السنوات الخمس الماضية نحو مائة هجوم في سوريّا لكن هذه الهجمات لم تمنع من نقل نحو 150 ألف صاروخ آخر إلى حزب الله.

كما أضاف هرئيل أنّه في حال إطلاق الصواريخ من الشمال والشرق والجنوب ضدّ إسرائيل، فإنّ إسرائيل ستفوز بهذه المعركة، لكن بعد سقوط عشرات آلاف القتلى في صفوفها.

زمان خسارة الجيوش العربية لنصف أوطانها في 6 ساعات قد ولى والشكر  للمقاومة التي أثبتت أن الكيان الصهيوني ما عاش إلا بحماية الأنظمة التي أنشأها الاستعمار وأن الكيان الصهيوني حقاً أوهن من بيوت العنكبوت.
 
صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد