آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد الحي زلوم
عن الكاتب :
مستشار بارز لشؤون البترول منذ أكثر من 45 سنة. أنهى دراسته الجامعية الاولى والعليا في الهندسة والادارة من جامعات تكساس، لويزيانا، كاليفورنيا، و هارفرد في الولايات المتحدة بعد انهاء دراسته الثانوية في القدس. عمل في الولايات المتحدة واوروبا. كما ساهم في الاعمال التأسيسية للعديد من شركات البترول الوطنية العربية في الخليج والعراق وافريقيا،

حزب الله هو الذي فرض قواعد الاشتباك مع العدو وبالتالي قوة الردع وهو الاقدر والاكثر معرفة بالعوامل الداخلية والخارجية

 

د. عبد الحي زلوم


من الوثائق التي نشرها ادوارد سنودن الموظف السابق في احدى الشركات الاستشارية الامنية ومن جملة الوثائق الخطيرة العديدة التي سربها كانت  وثيقة خطيرة تعود للعام 2004 تفيد ان  السي اي ايه هي التي استولدت منظمة جبهة النصرة الارهابية من رحم القاعدة  لتحل محلها وتكون قادرة على جلب المتطرفين من جميع انحاء العالم وتجميعهم في العالم العربي  في عملية سميت (عش الدبابير)  لزعزعة استقرار الدول العربية  المستهدفة  من الصهيوامريكيين.  اجتمع في 19/2/ 2004 مدير المخابرات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية في قصر احد الامراء العرب في جنوب لندن لمدة 3 ايام وتقرر ان يكون العمل بشقين: اولا تاسيس التنظيم المتطرف اي جبهة النصرة ، وثانيا القضاء التام على حزب الله اللبناني.  وقد اختاروا ابو مصعب الزرقاوي الذي كان معتقلا في الاردن واطلق سراحه وخضع للتدريب ثم نقل الى الانبار العراقية ومن هناك انتقل لتاسيس التنظيم الجديد تحت اشراف  العقيد في المخابرات البريطانية مايكل اريسون الذي يجيد العربية بكل طلاقة . وقد تم تحويل  ملايين الدولارات  للتنظيم في بداية الامر  وكانت الاموال تنقل الى الزرقاوي بالشاحنات . واتسع نفوذ الزرقاوي في الموصل والانبار وتكريت وديالا . ربما لم ير الزرقاوي نفسه عميلا فاختلف مع  قائده العقيد مايكل اريسون وبدأ يتصرف باستقلالية مما اضطر ضابط المخابرات البريطاني لترتيب خطة  للتخلص منه في بعقوبا بتاريخ  7/6/2006 .
وما ان انطلقت الثورة في درعا كان هناك 17 الف مقاتل سوري تم تدريبهم في تركيا وبعض الدول العربية  وكانت تصرف لكل منهم 750 دولار كما طلب من البغدادي التوسع الى  الداخل السوري وعملت هذه الاجهزة على ان تكون سوريا محطة يجتمع فيها كافة المتطرفين الاسلاميين في العالم وهكذا بلغ عدد الجنسيا ت التي تقاتل في سوريا 78 جنسية وعدد المقاتلين 142 الف . وانفق على هذه العمليات  من البلاد العربية 107 مليار دولار وفق وثائق سنودن.
كان اغتيال الحريري وما تم تسميته بثورة الارز من مخترعي الثورات الملونة في واشنطن والتي اطاحت بالرئيس لحود وكان المفروض ايضا الاطاحة بحزب الله . كانت خطة تصفية حزب الله في ادراج جيش الاحتلال الاسرائيلي بانتظار المناسبة التي كانت اختطاف بعض الجنود الاسرائيليين وما تلاها من حرب 2006 والتي سطر فيها حزب الله وشركاءه ومناضليه اول هزيمة وقهر لجيش قيل انه لا يُقهر .فبدأت  من هنا قوة ردع لم يتصدق على حزب الله احد بها وانما سطرها بدماء ابناءه  ووضوح رؤيته  . وتم تطوير سقف قواعد الاشتباك وقوة الردع بازدياد سقفها في  كل فرصة سامحة . ان يقوم المنظرون اليوم حتى وكما اعتقد بحسن نية واندفاع وطني  للاملاء على حزب الله ما يجب عليه ان يفعله بعد انفجار مرفأ بيروت دون معرفتهم بالظروف الداخلية والخارجية والتي تعلمها قيادة الحزب بما لديها من اجهزة استخبارية  ورؤيا استراتيجية اثبتت نجاعتها بالارتقاء بالمقاومة من بضعة افراد الى الرقم الصعب في منطقة الشرق الاوسط كله  فلربما كان هذا من قبيل الحماس .والذي صنع  قواعد الاشتباك وحدود قوة الردع هو ادرى بتوقيت وطريقة استعمالها وليس من المفيد لمن يجعل همه هو تحرير فلسطين من نفسه حكماً لتجريد حزب الله من شرعيته !
التآمر الدولي  والمحلي  على حزب الله يعرفه القاصي والداني وهو ليس بحاجة لزيادته عن غير قصد ممن نعتقد انهم وطنيون مخلصون  ونحن نحترم اجتهاد الجميع ولكن لا لوصوله الى درجة وضع الذات حكما وقاضيا لمن يملك شرعية ولمن لا يمتلكها . ثم هل يملك احد دليل على ان تفجير المرفأ كان من العمل المباشر من الكيان الصهيوني او حتى من الاحزاب اللبنانية العميلة التي عملت في العلانية اثناء الحرب الاهلية ومباشرة مع الكيان الصهيوني ؟ واذا كان هؤلاء هم من قاموا بالتفجير فهل على حزب الله ان يقتلعهم من وطنهم في لبنان مهما كانت النتائج ؟ وهل على قيادة حزب الله ان تتدحرج الى حرب اهلية في وقت يجرها الاعداء اليها كما تدحرج قادة قوميون نحترمهم كجمال عبد الناصر في حرب لم يردها ولم يكن مستعدا لها ولكن ارادها العدو وان يظن ان العدو قادم  من الشرق لكنه أتاهم من الغرب؟
محاولة القضاء على المقاومة وعلى رأسها حزب الله هي ليست وليدة اليوم وانما بدأت منذ ولادته واستطاعت قيادته بحكمتها  ان تعرف كيف تقاوم وتكبر حتى اثناء الاحتلال الاسرائيلي للبنان  وحتى مع مخططات العديد من اللبنانيين الصهاينة.
منذ الثورة الاسلامية الايرانية بدأ من ارادوها ان تبقى ايران مشيخة ومحمية امريكية بالعزف على ايران الفارسية  والعزف على المذهبية الشيعية والسنية.
جاء في تمهيد الدستور الايراني ما نصه:” تتجلى الميزة الأساس لهذه الثورة عن سائر النهضات التي شهدتها إيران في القرن الماضي في عقائدية الثورة وطبيعتها الإسلامية.

وقد توصل الشعب الإيراني المسلم بعد مروره بتجارب النهضة المناوئة للاستبداد ونهضة تأميم النفط المعادية للاستعمار وما كلفته هذه التجارب، إلى أن السبب الأساسي البيّن لفشل هذه النهضات هو عدم عقائديتها.” فهذه الثورة الاسلامية تقدم نموذجا جديدا رأى فيه الغرب ووكلاؤه في المنطقة خطراً وجوديا يداهم مصالحهم فحاولوا اقتلاعه منذ بدايته.  يوجد في ايران خمس قوميات مختلفة بما فيها الفارسية . وقد اختار اعداء الثورة الاسلامية وقيادتها للمقاومة ضد الاستعمار بمحاولة الصاق صبغتها الفارسية عليها . وهنا نبين انه لا يوجد هناك بالضرورة تعارض ما بين ان تكون الثورة اسلامية او فارسية ، عربية او اسلامية فالقوميات يمكن احتواءها ضمن اطار الدولة الواحدة ذات الايديولوجية الجامعة  للقوميات .  فالصين مثلا تحتوي على 56 قومية ومجموعة عرقية ، وروسيا 185 مجموعة قومية وعرقية . فما المشكلة في حالة تقاطع المصالح ان تجتمع القومية الفارسية والقومية العربية  وقد  اجتمعتا لقرون عديدة في التاريخ ؟ لو تم تغليب الهوية القومية على الهوية الجامعة لانقسمت الصين الى 56 بلد ، وروسيا الى 185 بلد.
انا لا اشكك في وطنية احد ولكن اعتبر ان الحماس الزائد عن حده قد اوصل البعض الى نتائج غير محسوبة تناقض ما يسعى اليه من توجيه البوصلة والجهد الى تحرير فلسطين، وليس سراً ان حزب الله وايران ساعدا المقاومة الفلسطينية الفاعلة في غزة لتخلق هي ايضا ردعا يحسب له حسابه بالرغم من انها تعيش في سجن كبير، مجموعة المقاومة هي من ستحرر فلسطين، واقولها بصراحة: ان من حرر فلسطين مرتين لم يكونا عربا، كان احدهم كردياً اسمه صلاح الدين الذي هزم الصليبيين في حطين، وكان الثاني قطز القوقازي الذي هزم التتار في عين جالوت بفلسطين ويبدو ان هزيمة الصهاينه في فلسطين سيكون من محور مقاومة يقوده (الفرس) المسلمون بالتعاون مع العرب المخلصين، العرب بدون (رسالتهم الخالدة) التي سعى البعض للالتفاف عليها او تحريفها سيبقوا اعرابا بدونها.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2020/08/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد