حمود أبو طالب

  • احذروا انتقام الرغيف

    حمود أبو طالب .. أزعجتني كثيرا الصورة التي نشرتها «عكاظ» في قلب صفحتها الأولى يوم أمس، ويجب أن تزعج كل إنسان يقدر نعم الله على خلقه، ويرى ما يحدث في كثير من بلدان العالم من مجاعات وفاقة وطوابير لا نهائية تنتظر لقمة تسكت بها صرير الأمعاء التي تتضور جوعا، كانت الصورة لعدد مهول من بقايا أرغفة الخبز، بعضها شبه كامل، منثورة على امتداد أحد الشوارع الترابية المتسخة، في منظر مقزز أخلاقيا وصحيا وحضاريا ودينيا، ومضاد لكل القيم الإنسانية.

  • مناظرة الفضائح والتفاهة

    حمود أبو طالب .. من النادر جدا ألا تكون مناظرات المرشحين الرئيسيين للرئاسة الأمريكية محط أنظار كل العالم، المتفقين والمختلفين مع أمريكا، حلفائها وخصومها، الواقفين معها على خطوط سياساتها الخارجية، والمواجهين لها على الخطوط المضادة، فالعادة أن ينصرف العالم عن أي شأن آخر في مثل هذا التوقيت الذي تقترب فيه ساعة الصفر لتحديد القادم الجديد إلى البيت الأبيض.

  • تأمين النصب والاحتيال

    حمود أبو طالب .. في غياب القوانين والأنظمة والتشريعات، أو مع وجودها وعدم تطبيقها، تصبح الفوضى هي السائدة، ويتسيد المشهد المتحايلون والنصابون الذين يضعون أنظمتهم الخاصة ويجبرون الناس على الإذعان لها عندما لا تكون أمامهم خيارات أخرى متاحة، وعندما تتنصل الجهات المختصة عن حماية الناس وحفظ حقوقهم من مسؤوليتها وتتركهم يواجهون الواقع ويرضخون لاشتراطاته المجحفة.

  • هنا الفرق يا أصحاب المعالي

    حمود أبو طالب .. أصحاب المعالي، الوزراء ومن في حكمهم، الذين طالهم للمرة الأولى ما يطال بقية الموظفين من ذوي المراتب الدنيا، لا نعتقد أنهم سيتأثرون بخفض رواتبهم وإيقاف تأمين سياراتهم الفارهة أو دفع فواتير هواتفهم الثابتة والمتنقلة أو غير ذلك من الميزات العديدة، ما ظهر منها وما بطن، التي كانوا يرفلون فيها. لن يتأثروا كثيراً أو قليلاً لأن المسمى نفسه «وزير» جالب للسعد والحظ وحياة الرغد حتى من دون راتب.

  • راح نفلسكم

    حمود أبو طالب .. للمرة الثانية أكتب خلال أسبوع عن شركات الاتصالات في المملكة، المرة الأولى تحدثت عن سطوة تكتل هذه الشركات وعدم مبالاتها بأي ضرر يلحق بالمستهلك نتيجة قراراتها، وتصرفاتها التي تكاد توحي بأنها لا تعمل داخل دولة تستطيع ضبطها لو أرادت،

  • لا تتركوا المواطن وحيدا

    حمود أبو طالب .. من أهم الآثار الناتجة عن إيقاف وتعديل وإلغاء كثير من البدلات وما في حكمها مما كان يشكل نسبة غير بسيطة لكثير من الموظفين مسألة القروض البنكية التي تورطت فيها نسبة كبيرة من المواطنين، سواء كانوا مضطرين لها كتأمين مساكن أو لبعض الظروف القاهرة، أو حتى من أجل أغراض أقل أهمية، فهم في كل الأحوال قد أصبحوا تحت وطأتها أمام بنوك لا ترحم ولا تتفاهم ولا تعبأ بظروف أو متغيرات تحدث على حياة الناس حتى لو لم يتسببوا فيها.

  • نكتب أو لا نكتب؟

    حمود أبو طالب .. بصراحة، الكتابة عن موضوع إيقاف وتعديل وإلغاء بعض بدلات ومكافآت ومميزات موظفي الدولة قد تكون مشكلة، وعدم الكتابة قد تكون مشكلة. التأييد المطلق دون ملاحظات أو تحفظ أو إبداء رأي تجاه بعض الجوانب لن يكون موضوعيا أبدا، ولن يصدقه حتى أصحاب القرار لأنهم يعرفون أن هناك شيئا آخر لم تقله ويستحيل أن تكون مؤيدا لكل ما صدر من قرارات. أما المجتمع فإنه سوف يضع مثل هذا الكاتب في خانة التطبيل الفج والمجاملة الساذجة، وسوف ينزع منه صفة الحياد والمصداقية والالتزام بأمانة الكلمة والوقوف الى جانب الحقيقة.

  • دولة شركات الاتصالات

    حمود أبو طالب .. على ذمة زميلنا العزيز الكاتب الاقتصادي برجس البرجس في إحدى تغريداته فإن إيرادات قطر من صادراتها للنفط الخام بلغت العام الماضي ٣٣ مليار ريال، بينما مبيعات إحدى شركة الاتصالات المحلية بلغت في نفس العام ٥٠ مليار ريال، ويضيف معلقا إن هذه ثروة دولة. وهو لم يبالغ في وصفه لأن هذه الشركة تكاد تمثل إمبراطورية تتمتع بحرية مطلقة في اتخاذ أي إجراء من شأنه زيادة دخلها دون حاجتها للتوضيح أو إبداء مبررات منطقية مقنعة أو على الأقل منح مشتركيها قدرا من الاعتبار لمعرفة حيثيات ما تفعله لأنهم مصدر ملياراتها.

  • الشورى.. المتأخر إعلامياً

    حمود أبو طالب .. تكررت في الفترة الأخيرة الانتقادات الموجهة لبعض أعضاء مجلس الشورى بشأن تصريحات أو تعليقات أو آراء لهم في بعض المواضيع المطروحة للنقاش في المجلس، إذ يعتبرها البعض غير موضوعية أو استفزازية أو أنها ضد مصلحة المواطن، وفي الطرف الآخر يعلق المجلس أحيانا بأن ما يُطرح في وسائل الإعلام ومواقع التواصل مجتزأ من سياقه، وغير دقيق، أو مبالغ فيه أو تم تحويره وتأويله وفصله عن المراد به.

  • لحس الملايين!

    حمود أبو طالب .. لا تندهشوا كثيراً من ضياع ١.٦ مليون بين معلومة وزارة التعليم وتقرير هيئة الإحصاء عن عدد الطلاب والطالبات الذين بدأوا الدراسة هذا العام كما نشرت «عكاظ» يوم أمس. فبالنسبة للوزارة ما زلت أتذكر جيدا تصريحا سابقا لأحد وزرائها عن عدد الطلاب الذين ذهبوا إلى المدارس في أول يوم دراسي، وتصريحا آخر لوكيل الوزارة في صحيفة أخرى وفي ذات اليوم، وكان الفرق بين الرقمين نصف مليون. بكل بساطة ضاع نصف مليون بين التصريحين آنذاك، ولأن المسألة نسبة وتناسب فلا غرابة أن يزيد عدد الضائعين مع زيادة عدد السكان ليصل إلى هذا الرقم الجديد.

  • داعية في كندا

    حمود أبو طالب .. قبل سنوات قابلت إماما وخطيبا في أحد الجوامع أعرفه جيدا، وبعد السؤال عن الحال والصحة والأخبار أفادني بأنه كان مسافرا في كندا لمدة ثلاثة أشهر خلال العطلة الصيفية، ولماذا كندا يا شيخنا الفاضل وهي دولة كافرة لا تصلح عاداتها وتقاليدها وطبيعة الحياة فيها لكم؟

  • الرسوم تتمدد خارج الوطن!

    حمود أبو طالب .. يبدو أن مسألة فرض الرسوم على الخدمات تحولت إلى موضة تتنافس عليها كل الجهات تنافسا محموما يخرجها من مفهومها وأهدافها وإطارها لتصبح بذلك هدفا في حد ذاتها وتلك هي المشكلة التي ستتولد منها مشاكل عديدة في المستقبل القريب، كما يبدو أيضا أن المواطن لن يكون تحت طائلتها داخل الوطن فقط بل حتى وهو في الخارج مبتعثا أو موظفا في ممثليات المملكة.